أنطوان القزي
مشهد النواب وهم يصرّحون في بعبدا بعد كل استشارات نيابية هو ذاته كإمساكية رمضان لا يتغيّر ( نأمل ونتمنّى ونرجو وسوف نسهّل) والدليل هو الوجوه ذاتها ومنها مّن شارك في أكثر من عشر استشارات نيابية!!.
ليس لنا إلا أن نتمنى للرئيس ميقاتي إلّا التوفيق.
وهو في حكومته الأولى (2005) التي سمّيت حكومة الإنتخابات النيابية جاء بعد السقوط المدوّي للرئيس عمر كرامي واستقالته تحت ضغط الشارع ستة 2005 غداة اغتيال الرئيس رفيق الحريري.
وفي حكومته الثانية (11-1-2011) جاء أيضاً بعد السقوط المدوّي للرئيس سعد الحريري بعد استقالة 10 وزراء في مركز التيار الوطني في الرابية في وقت كان الحريري يلتقي الرئيس باراك أوباما في البيت الأبيض.
وفي مثل هذه الشهر (تموز 2011) نالت حكومة ميقاتي ثقة مجلس النواب.
واليوم يتم تكليف ميقاتي بعد اعتذار الحريري.
في المرّة الأولى نجح ميقاتي بإجراء انتخابات نيابية وبعد ذلك قدّم استقالته ملتزماّ بتعهّداته وحاملاً شهادة نجاح من اللبنانيين، ما فتح أمامه ابواب السرايا مجدداّ، ولكن هذه المرّة على حصان 8 آذار، إذ عاب عليه الآذاريون عامة والسنّة خاصة أن يشكّل حكومة رافعتها الذين أسقطوا الحريري بهذه الطريقة المذلة ، لكن نجيب حمل الجمرة مدعوماً بصداقة قوية ومتينة مع النظام السوري من خلال شقيقه طه، ولم يعد بحاجة الى تغطية من الحريرية السنّية!.
ويتدكّر اللبنانيون تكليف ميقاتي سنة 2011 عندما قام بزياراته البروتوكولية لرؤساء الحكومات السابقين كيف كان لقاؤه مغ الرئيس الحريري في السراي بدون أي كلمة من الحريري حتى أنه لم يلتفت إليه في لقاء استمرّ ثلاث دقائق؟!؟.
اليوم، يأتي ميقاتي متسلحاّ بغطاء سنّي من نادي رؤساء الحكومات السابقين ومن الثنائي الشيعي، فهو في الشكل إذن يمتلك معظم مقومات النجاح ، ولكن في المضمون فعلينا أن نسأل ميشال حايك وليلى عبد اللطيف!!.
فهل ينجح ميقاتي في مهمته وقد رفعت بحقّه قاضية العهد غادة عون دعوى لا تزال قائمة حول شبهات في ملف الخليوي ومصرف الإسكان وسواها، في ظلّ كلام عن دخول النيترات الى المرفأ في عهد حكومته الثانية، وكيف نفسّر محاولة اقتحام منزله في بيروت أمس الأول من قبل المحتجين فور تسميته لتكليف الحكومة.
وبناء على ذلك ،هل يُعتبر ميقاتي خارج منظومة “كلّن يعني كلّن”؟!.
والمشهد الذي لا يحتاج الى رأينا هو أن عودة نجيب ميقاتي تعني ضخّ الدماء في جسد المنظومة الحاكمة، وتحدّياً سافراً إن لم يكن إجهاضاً لصورة 17 تشرين الأول 2019. .. و”راحت على اللي أكلوها عصي وطارت عيونن” من أجل التكنوقراط؟!.
ميقاتي الذي قال عنه يوماً الرئيس الراحل عمر كرامي : “منين نزل هيدا على طرايلس بالباراشوت”، وميقاتي الذي لن يسمِّه اليوم فيصل عمر كرامي، هل يستطيع أن يقدّم لطرابلس في المرّة الثالثة ما لم يقدّمه في المرتين السابقتين؟!.