أنطوان القزي
هل تذكرون كارلوس الأرهابي (الصورة) الذي انخرط بمهمات قتالية عدة بعد انضمامه الى صفوف الجبهة الشعبية، فنفّذ عمليات احتجاز أهمها احتجاز 11 وزير نفط لدول «اوبك» في فيينا سنة 1975 واختطفهم الى الجزائر، كارلوس الملقّب ب»الثعلب» فتزويلّي المولد وهو الى هذه اللحظة يقطن تحت المراقبة والحراسة المشدّدة في سجن لوسانتي في فرنسا وهو منذ دخوله السجن تلقّى عشرات العروض لبيع قصة حياته، ولو تيسّر له ذلك لأصبح أغنى من بيل غايتس!
وفي أستراليا، أدين إيفان ميلات بالسجن مدى الحياة وهو مجرم وسفاح أدين بقتل سبعة مسافرين أوروبيين وتوفي في سجن لونغ باي في سدني في 27 أكتوبر تشرين الأول 2019 . وكانت وسائل إعلام كثيرة تنتظر شراء قصة ميلات، لكنه توفي بسرطان المعدة عن 74 عاماً
الأسبوع الماض ذكرت صحيفة »ديلي ميل« البريطانية أن أندريس بهرنغ بريفيك، مرتكب مجزرة النرويج التي راح ضحيتها 77 شخصاً، كان يحاول بيع حقوق فيلم وكتاب عن حياته مقابل 7 ملايين جنيه إسترليني.
وقد بعث القاتل (42 عاماً) 20 رسالة إلى صانعي الأفلام يرجو منهم سرد قصته على الشاشة، مع دعوات لإجراء مقابلات في السجن، حسب صحيفة »ذا صن« البريطانية، التي نقلت عن مصدر مجهول الهوية قوله: »إن محاولة بريفيك للشهرة والمال والحرية تعد إهانة لضحاياه وأسرهم، كذلك حياة السجن حيث يقيم، إذ إنه يعيش حياة مريحة وممتعة، فيما لم يعتذر أبداً عن جرائمه ولا يخطط للقيام بذلك، فضلاً عن أنه لا يزال يرغب في إلهام الآخرين ويؤمن بالثورة الفاشية
وأفيد أن القاتل الذي يقضي 21 عاماً في السجن، صاغ سيناريو فيلمه الخاص وسيرته الذاتية في زنزانته المؤلفة من ثلاث غرف في سجن »سكين«، حيث ينعم بمكتب وصالة ألعاب رياضية ومطبخ عدا إمكانية الوصول إلى ألعاب الفيديو والتلفزيون.
وكان بريفيك قد تسبب بأسوأ مجزرة شهدتها النرويج في وقت السلم في 22 يوليو تموز 2011، حيث قتل ثمانية أشخاص وجرح العشرات بعد تفجير سيارة مفخخة خارج مقر الحكومة في أوسلو، ثم توجه بسيارته مرتدياً زي الشرطة إلى جزيرة اوتويا على بعد حوالي 25 ميلاً، فاتحاً النيران على معسكر صيفي سنوي لجناح الشبيبة في حزب العمال، فقتل 69 شخصاً معظمهم من المراهقين قبل أن يستسلم للشرطة.
وعلى «شاكلة» كارلوس وميلات وبريفيك ، لدى اللبنانيين ثروة لا تُقدّر بثمن، بدءاً بالذين خططوا ونفذوا الإغتيالات السياسية والذين فخخوا وفجّروا ودمّروا وأخرهم الذين ساهموا في زلزال مرفأ بيروت. هؤلاء يمكن للشعب اللبناني استثمار قصصهم عن طريق بيعها بعد اعتقالهم، والمبالغ المجموعة كفيلة يإيفاء ديون لبنان ,إعادة الكهرباء والدواء والخبز البنزين، ولا لزوم بعد اليوم للتنقيب عن الغاز ولا البترول في مياهنا الإقليمية لأن استثمار المجرمين سيجعل لبنان يستغني عن إحتياطي الذهب
وربما نجنا في ما فشل فيه كارلوس الثعلب وميلات المجرم وبريفيك السفاح؟!