بقلم الكاتبه رغدة السمان- سدني
نسقط غالبا أحداثا على مجريات حياتنا اليومية،
فمثلاً نسمع خطبة تارة وعظة تارة أخرى عن عبادة المال والتحذير من سلطة المال …”ولاتعبد ربين اما
المال او الله ” وما الى هنالك من توجيهات وتخويف وترهيب من الوعّاظ
للشعب المستكين الصابر على جوعه خوفا من ان يقرب الحرام…!
بعد مسلسلات الربيع العربي الذي جلب الوبال والذي دمّر
مابقي من أخلاق وفكر وتنوير ليحل محله خبث ديني ممنهج مدروس، على مبدأ نخرب الأرض لنكسب الجنة ونثبت لنا حجر في الآخرة!
ونترك المنظور ونتشبث باللامنظور ، لنجد الأخبار على أرض الواقع وعلى جميع المواقع تفيدنا بعكس ذلك تماما…. بحفلات زواج وماشابهها…لأحد الشيوخ أو الأمراء او من الطبقة المخملية أو من العملاء والخونة..
وأرقام خيالية لمهر وسيارات مطلية ذهب وعربات وصنابير ومراحيض وحمامات من الذهب الخالص…!
أمة غارقة في مستنقع
وخير من وصف حالتنا الشاعر العراقي النعيمي الذي أُعدم لقوله:
نحن شعب لا يستحي
حتى لوكنا أول من سن القوانين وصان الحرية في بابل
نحن أول شعب ذبح أبنائه على الهوية….
كيف لشعب أصبح بهذا التدهور الاقتصادي ان تلهيه بغير الخطب والتنظير وتحريضه طائفيا ومذهبيا وخطب مهيجة للغرائز
.الإيمان والدين يريح الانسان،لكنه ليس سبيل للحياة امام هذه العواصف فشعوبكم ايها الحكام ترزح تحت خط الفقر دينكم لن يشبع جائع.
كتب الجواهري ١٩٥١
نامي جياع الشعب نامي
نامي الى يوم النشور
ويوم يؤذن بالقيام
أمّا الدمشقي النزاري ١٩٩٣:
كلما فكرت أن أعتزل السلطة ينهاني ضميري
من ترى يحكم بعدي هؤلاء الطيبين
أيها الناس أنا أملككم وأمشي عليكم…
أرقد بسلام فنحن في زمن الجائحة وعلماء الدين
مازلنا على مانحن فيه لم نتغير