لماذا كلما اشتدّت عليهم المعاصي، يكسرون الجرّة دائماً في طرابلس ، ولماذا كلما تأزمت في بيروت أو صيدا أو بعلبك يصطادون مكائدهم في نهر «أبو علي»؟!.

ولماذا يشكو قياديون طرابلسيون من حرمان مزمن تمارسه السلطة على مدينتهم  مع إدراكهم أن قادة يمثلون طرابلس كانوا دائماً جزءاً من هذه  السلطة!.

أعترفُ ، وأنا إبن الشوف أنني قرأت عن الفيحاء في كتب التاريخ غير ما يصوّرونها اليوم. علّمونا أنها مدينة العلم والعلماء وليست فتيلاً سريع الإشتعال.. علمونا أنها حاضنة الشمال وسوق أهله ومدرسة أبنائه، ولم يعلّمونا أنها مهبط الغرباء الذين ينزلونهم عليها بالباراشوت كلمأ دقّ كوز السياديين بجرّة الممانعين.

كلهم أرادوا أن تكون طرابلس «بارومتر» الأحداث وضمن هذا الكل طرابلسيون ركبوا قطار الإساءة الى المدينة التي كانت مدينة المعارض والساحات الجميلة وليست جبهة التبانة وجبل محسن؟!.

هذه ال»طرابلس» افتتحت فيها الرابطة الثقافية الأسبوع الماضي معرض الكتاب ال47 منحدية كل الظروف!.

مناسبة كلامي اليوم هو بسبب قراءتي أمس الأول مقالاً بعنوان «فتيل التفجير ينتظر شرقوطة»؟!.

يتساءل صاحب المقال:» كانت طرابلس «عروس الثورة» وانتفضت في 17 تشرين 2019، وبقيت ثورتها مشتعلة بعدما همدت بقية المناطق، حتى أنها تُركت وحيدةً في الساحة، لكن الطرابلسي يرى نفسه متروكاً لقدره، لا قوة إقليمية تسأل عنه مثل «غريمه» الشيعي، القوى السنية والطرابلسية عاجزة عن مساعدته، والأهم أن الدولة تخلّت عن كل شعبها، فكيف بالأحرى عن طرابلس؟

ويضيف:»اليوم تتّجه الأنظار مجدّداً إلى طرابلس، فكل التسميات القديمة من «طرابلس العروبة» و»طرابلس عبد الناصر» و»طرابلس الشام» و»طرابلس أبو عمّار» و»طرابلس قلعة المسلمين»، تسقط أمام الجوع والفقر الذي يضرب أهالي الفيحاء مثل كل لبنان»

ويصف قادة الأجهزة الأمنية الوضع في طرابلس بأنه «نار تحت الرماد» ولا يعرف أحد متى ينفجر الوضع الأمني في البلاد، لأن الحرمان يطال المدينة كما أن عدداً كبيراً من المواد الاستهلاكية مفقودة بسبب الشحّ فيها، إضافةً إلى نشاط المهرّبين على خطّ طرابلس – سوريا.

و ينهي كاتب المقال:» لا تستبعد الأجهزة الأمنية دخول مخرّبين أو أشخاص من أصحاب الأجندات الخاصة، واستعمال الساحة الطرابلسية لتوجيه رسائل سياسية وأمنية، لكنّ الخطر الأكبر يأتي من الواقع الإجتماعي والإقتصادي، وهذا ما يُشكّل «قنبلة حارقة» ممكن أن تنفجر في أي لحظة، ولن تقتصر شظاياها على المدينة والشمال، بل ستطال كل البلاد.

..ويبقى السؤال» إذا كانت كل المدن والمناطق اللبنانية تعاني ما تعانيه طرابلس، لماذا تصبح دون سواها العنوان الملتهب  وعاصمة الخيارات الأمنية؟!.