أنطوان القزي
منذ وجودي في هذه البلاد قبل 32 عاماً، لم أشهد حالة إرباك تصيب المسؤولين الأستراليين كما أشهدها اليوم؟!.
فقرار مجلس الوزراء بإتاحة لقاح أسترازينيكا لكل الأعمار ، ضرب مصداقية الحكومة الفيدرالية أولاُ ، وأظهر التناقض في آراء أعضائها ثانياً وأوقع الجسم الطبي في كل الولايات في حالة إرباك بين مؤيد ومعارض.
فالمسؤولة عن الدائرة الصحية في كوينزلاند جانيت يونغ اعترصت على اعتماد الأسترزينيكا لمن هم دون الأربعين وتفضّل اعتماد لقاح الفيازر لهم. وهي سألت رئيسة حكومتها أنستازيا بالاشاي عمّن أوحى بتغيير القرار السابق حول اللقاحات؟..
وأوضحت بالاباشاي، أن الحكومات يجب أن تتبع نصيحة لجنة الخبراء المعروفة باسم ATAGI، والتي أوصت بتقديم أسترازينيكا فقط للأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 60 عاماً.
أما رئيسة وزراء نيو ساوث ويلز غلاديس بريجيكليان فهي مترددة أيضاً بشأن التحول في الموقف الحكومي الفيدرالي.
وأكدت أن التغيير تمت مناقشته في مجلس الوزراء الوطني وسيتم اتباعه في نيو ساوث ويلز، لكنها أيدت هذه السياسة بخجل.
وأصر وزير الصحة في فيكتوريا مارتن فولي على أن القرار بشأن أسترازينيكا لم يكن قراراً من مجلس الوزراء الوطني. وطلب من الحكومة الفدرالية أن تطلب المزيد من النصائح.
حتى أن وزير الصحة الفيدرالي الذي من المفترض أن يكون على اطلاع على القرار الحكومي، بدا مرتبكاً أمام الصحافيين وكأنه “شاهد ما شافش حاجة”.
وقالت الطبيبة كيرين فيلبس، النائب السابق عن Wentworth، إن الأطباء ما زالوا يسعون للحصول على تفاصيل حول الإعلان.
وبعد،اذا كان رؤساء الحكومات غير موافقين ووزير الصحة ينفض يده ومجلس الأطباء لا علم له، فمن الذي اتخذ القرار إذن؟َ.
كان لقاح الأسترازينيكا للذين هم فوق الستين وسرعان ما أصبح لمن هم فوق الخمسين ثم لمن يبلغون الأربعين. وأخيراّ لكل الأعمار؟َ.
أين القطبة المخفية إذن، هل لأن الحكومة عجزت عن تأمين لقاح الفايزر أو تراخت في طلبه بعد حالة الإسترخاء “الكورونية” التي مرّت بها أستراليا؟َ.
هل تصدقون هذا المشهد الذي لا يحصل حتى في دول العالم الثالث؟!.
علماّ أن أستراليا قد أبلت في البداية بلاءً حسناً في إدارة الجائحة، إلا أنها تواجه الآن إصابات بمتحورة “دلتا” التي ظهرت في الهند أولاً.
ألا يكفي أن الحكومة الحكومة الفيدرالية تعرضت مراراً لانتقادات على بطء حملة التلقيح وغياب التحسينات على تدابير الحجر.
وهل تصدقون أن نسبة الأستراليين الذين أخذوا اللقاح لا تتجاوز الأربعة في المئة!.
ومنذ بدء الجائحة، سجلت في أستراليا أكثر من 30 ألف إصابة بقليل أسفرت عن 910 وفيات.
و قياسًا على عدد السكان بين البلدان التي يزيد عدد سكانها عن مليون نسمة، حلت دول شرق أوسطية في الصدارة تتقدمها الإمارات والبحرين ، وإسرائيل. فهذه البلدان اقتربت من تطعيم أو تجاوزت نسبة 60 في المئة من السكان بالكامل. تليها تشيلي والمملكة المتحدة ومنغوليا وأوروغواي والمجر وقطر والولايات المتحدة. فقد حصَنت هذه البلدان نصف سكانها بالكامل بين 46 و54 في المئة.
أما الاتحاد الأوروبي، فقد أعطى 357 مليون جرعة لما يعادل 50 في المئة من سكانه. وصار نحو 32 في المئة من الأشخاص في الاتحاد الأوروبي محصنين بشكل كامل.
بعد هذه الأرقام هل تكون جائحة الوباء المستجدّ السبب الأقوى في إطاحة سكوت موريسون في الإنتخابات المقبلة، خاصة أن كثيرين يقولون أنه على موريسون ألّا ينام على حرير ال” Jobkeeperَ لأن مفعولها ينتهي سريعاُ ولأن حبة الأسبرين ليست مثل اللقاح؟!.