هبة قصّوعة تحلّق بحناحها الإجتماعي بعد الإعلامي بتألق لافت
وجهٌ مشرق، حديث لبق وحضورٌ لافت.
هذه هي خريطة التألق التي رسمتها هبة قصّوعة في يوميات حضورها اللمّاح.
فبعدما حلّقت بجناحها الإعلامي وزيّنت موجات الأثير، وبعدما دخل صوتها عقول الناس وقلوبهم ليؤنس
صباحاتهم ، و بعدما عالجت عشرات بل مئات المواضيع التي تعترض أمورهم، ها هي اليوم تحلّق بجناحها الآخر، الجناح الإجتماعي ، وهذه المرّة بالصوت والصورة تأخذ بأيدي السائلين وتعالج مشاكلهم بالإرشاد والنصح والمساعدة.
انهت هبة قصّوعة علومها الثانوية في «ارينا هاي سكول» في الساحل الاوسط، تخرّجت من جامعة سدني في السياسة الدولية وفي الدراسات الإسلامية، ولدى تخرّجها عملت مترجمة في المحاكم وأنهت شهادة الماجستير في الترجمة في جامعة غرب سدني.
بعد العمل في الوظيفة الحكومية في وزارة العدل في الولاية
عملت هبة بين سنتي 2013 و2018 في إذاعة أس بي أس عربي، ولأن «الأذن تعشق قبل العين أحيانا»، حصدت هبة محبة المستمعين واعجابهم من خلال إطلالاتها الأثيرية ونسجت علاقات راقية ومميزة مع كل أطياف الجالية.
انتقلت سنة 2018 الى العمل في وزارة الإدعاء العام في عهد الوزير مارك سبيكمان في دائرة العنف العائلي وعملت عشرة أشهر كإعلامية في ذات الوزارة.
إلى أن رست بها خبرتها كموظفة ارتباط بين الشرطة والجاليات المتعددة الثقافات في منطقة كامبرلاند.
ولدى سؤالها عن طبيعة عملها ، تقول هبة أنه ينقسم الى جزأين: الأول مع المجتمع، ويتركز عملها مع الجاليات على المهاجرين واللاجئين الجدد عبر دورات انكليزية وجلسات توعية وورشات عمل والتعريف بالقوانين ودور الشرطة. وتقام هذه النشاطات مرة أو أكثر في الأسبوع ، وتشمل هذه النشاطات الجاليات اللبنانية والأفغانية والصينية».
وعن أماكن هذه الورش تقول قصّوعة :قد نذهب الى مراكز الشبيبة أوالكنائس والمساجد والمدارس، وقد ندعو الأهل الى مراكز الصحة وأحياناً الى البلديات».
وتضيف هبة :«أما عن الجزء الثاني من طبيعة عملي فهو مع الشرطة وأنا مسؤولة عن كل ما له علاقة بالعنف العائلي والضحية الإتنية، ونساعد في التحقيق، كما نساعد المحققين والقيّمين على العنف العائلي ودعم الضحايا.
كذلك في كل ما يتعلّق بالجرائم وبالإجمال فإن أكثر المخالفات بسيطة مثل مخالفات المرور والقيادة لأن هناك كثيرين لا يعرفون القوانين خاصة أن كثرة المخالفات تؤثر على حصولهم على الجنسية وعرقلة امورهم في طلبات الهجرة، وهناك نقطة هامة أخرى وهي العنف العائلي الذي ليس بالضرورة أن يكون بين الزوج وزوجته ، فهو قد يحصل بين الاخوة والاخوات كأن يتحكّم الشاب بإخوته وتصرفاتهم ، وقد يكون العنف العائلي بين الأهل والأبناء وقد تلاحظ المدارس الاولاد معنفين في المنازل من خلال ما يبدو عليهم لأن الأهل لا يلمّون بالقانون الأسترالي ويعتقدون « أن الكف ما بيموّت»، وهذا ليس مقبولاً».
وتقول هبة:» هناك الكثير من الأهل يحيفون أولادهم من الشرطة وينشأ الأولاد وهم يتوجّسون من الشرطة مع أن العكس هو الصحيح، ونحن يجب ان نكون الى جانب الشرطة لأنها موجودة لمساعدنتا وهناك ضياط ومحققون كثيرون في صفوف الشرطة من ابناء الجالية العربية يجيدون لغتنا.لذلك علينا دائماُ أن نستعين بالشرطة وألا نكوّن انطباعاّ معادياً للشرطة قد جلبناه من بلداننا الأم».
وعمّا اكتسبت من عملها مع الشرطة والجاليات تقول هبة:» طبعاً اكتسبت خبرة واسعة ووافرة من العمل الإجتماعي، ولدى تخرّجي من الجامعة كنت أرغب أن اعمل في المجال السياسي، أما اليوم وانطلاقاً من عملي الحالي بتّ أفضّل العمل الإجتماعي على السياسي».
ما هي نصيحة هبة قصوعة لأبناء الجاليات الجديدة؟
– «عليهم أن يعملوا على فهم القوانين فهناك المواقع الالكترونية تفيدهم بذلك وهناك الأنترنت، وعلينا أن نسأل خبراء وأهل اختصاص وليس أصدقاء لمجرد أنهم أصدقاء.
– فمراكز الشرطة مفتوحة 24 ساعة وهي جاهزة لتقديم المشورة والجواب على اي استفسار.
– كذلك كل الدوائر الرسمية تستطيع إفادتنا ولديها منشورات بكل اللغات. باحتصار كل الخدمات والحلول متوفرة شرط أن نصمّم على ذلك وأن نطرق الباب الصحيح».
– في الختام نرى هبة قصّوعة منسجمة مع عملها لأنها ببساطة تحب خدمة الإنسان وتذليل كل صعوباته.