كانت متوجهة إلى منزلها، حين تربص بها الموت على الطرق، تعرضت لحادث سير مأسوي قبل نقلها إلى المستشفى، قاومت لنحو ثلاثة أيام، لتطبق اليوم عينيها إلى الأبد… هي الشابة عبير بحمدوني التي ضجت مواقع التواصل الاجتماعي بالدعاء لها علّها تنتصر على الموت، لكن للأسف صُدم الجميع بخبر رحيلها المبكر.

تفاصيل الحادث المميت

في ذلك اليوم المشؤوم كانت عبير (22 سنة) تمضي الوقت في منزل صديقتها في فيطرون، هاتفها شقيقها جهاد (ضابط في الجيش اللبناني) عند الساعة الثانية عشرة منتصف الليل، أطلعته أنها ستعود لتبيت في المنزل مع والدتها في الفنار كي لا تتركها وحيدة، كونه هو في خدمته، ووالدها توفى قبل ثلاثة أشهر، وبحسب ما قال جهاد: «طلبت منها أن لا تقود ليلاً، كون الوقت كان متأخراً، كذلك طلبت والدتي، إلا أن حبها وخوفها على أمي من المبيت وحدها دفعها إلى الإصرار على العودة، وما إن وصلت الى كوع «العشاق» في السهيلة – كسروان حتى اصطدمت بها سيارة مسرعة، الضربة أتت مباشرة إلى ناحيتها، نقلت إلى مستشفى السان جورج عجلتون حيث تضرر دماغها بشكل كبير، بقيت في غيبوبة حتى الساعة العاشرة من صباح اليوم، حيث أطلعنا الأطباء على الخبر المرير، مع العلم أنه عندما كانت في غيبوبة توقف قلبها عن العمل نحو 7 مرات».

هل كان السائق في حال سكر؟

وعما إذا أوقف السائق الذي اصطدم بها أجاب: «هو الآن في المستشفى حيث تعرض لرضوض، وبعدها سيتم توقيفه في المخفر»، وعما إن كان في حالة سكر كما جرى التداول على مواقع التواصل الاجتماعي أجاب: «بعد الحادث بساعات خضع لفحص الكحول، عند الساعة السابعة صباحاً ظهر وجود نسبة تفوق الحد الطبيعي، لم تظهر النسبة مرتفعة جداً بسبب الأمصال التي وضعت له، لا بل في التحقيق اعترف بشربه بين كأسين وثلاثة من الكحول».

رحلت الطالبة المجتهدة في السنة الأخيرة إدارة أعمال في الجامعة اليسوعية، ابنة قب الياس المحبة للحياة، التي كانت تعلّم رقص الزومبا، وتحب الأطفال، تاركة شقيقها وحيداً من دون رفيقة دربه التي أمضى وإياها العمر سوية، وفاجعة والدتها التي لم يلتئم جرحها بعد من خسارة زوجها، والتحقت عبير بوالدها سريعاً، ليبقى «عبيرها» في كل مكان مرّت فيه.