الحمد لله وصلى الله وسلم على رسول الله وءاله وصحبه ومن والاه
أما بعد
في ساعات الصباح الأولى ليوم الخميس الأول من شهر شوال للعام 1442 توافدت جموع المسلمين الى المساجد من مختلف الجاليات لتأدية صلاة عيد الفطر المبارك.
ففي مسجد السلام في ضاحية شسترهيل كما هو الحال في بقيت المساجد التي ترعاها دار الفتوى بدأت تكبيرات العيد بعد صلاة الفجر، وما ان كان وقت صلاة العيد وأدائها حتى اعتلى المنبر فضيلة الشيخ البرفسور سليم علوان الأمين العام لدار الفتوى المجلس الإسلامي الأعلى في أستراليا لإعطاء خطبة عيد الفطر المبارك حيث قال:
أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ: نُبَارِكُ لَكُمْ عِيدَ الْفِطْرِ السَّعِيدَ، جَعَلَهُ اللَّهُ تَعَالَى عَلَيْنَا عِيدَ سُرُورٍ وَسَلَامٍ وَخَيْرٍ، ذَاكِرِينَ لِرَبِّنَا وَمُكَبِّرِينَ، وَلِنِعَمِهِ مِنَ الشَّاكِرِينَ، فقد تَرَسَّخَتْ فِي نُفُوسِ الصَّائِمِينَ قِيَمٌ إِيمَانِيَّةٌ عَظِيمَةٌ، (يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ) يَدْعُونَ رَبَّهُمْ رَغَبًا وَرَهَبًا، وَهُمْ لَهُ خَاشِعُونَ، وَيَتَقَرَّبُونَ إِلَيْهِ تَعَالَى بِصِلَةِ أَرْحَامِهِمْ، وَتَوْطِيدِ عَلَاقَاتِهِمُ الْأُسَرِيَّةِ، وَتَقْوِيَةِ رَوَابِطِهِمُ الْمُجْتَمَعِيَّةِ، وَيُبَادِرُونَ بِالْإِحْسَانِ إِلَى النَّاسِ، رَاجِينَ مَحَبَّةَ رَبِّهِمْ سُبْحَانَهُ فَيُقَدِّرُونَ حَاجَةَ الْفُقَرَاءِ، وَيَلْتَزِمُونَ بِقِيَمِ الصَّبْرِ وَالْعَمَلِ وَنَفْعِ الْآخَرِينَ؛ لِيَنَالُوا الْخَيْرِيَّةَ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم” خَيْرُ النَّاسِ أَنْفَعُهُمْ لِلنَّاسِ” فَهَنِيئًا لِمَنْ أَدْرَكَ الْحِكْمَةَ مِنْ مَوَاسِمِ الطَّاعَاتِ، فَدَاوَمَ عَلَى قِيَمِهَا الدِّينِيَّةِ وَالْأَخْلَاقِيَّةِ، وَتَزَوَّدَ مِنْهَا؛ وَاسْتَمَرَّ عَلَى ذَلِكَ بَعْدَ رَمَضَانَ، لِيَزْدَادَ قُرْبًا مِنَ الرَّحْمَنِ، وَإِحْسَانًا إِلَى النَّاسِ.
كما جدد فضيلته التنديد والاستنكار بأقسى العبارات، بالجرائم الوحشية التي ارتكبتها قوات الاحتلال الصهيوني، بحق أبناء الشعب الفلسطيني، واستهدافها المتعمد للعزل والمصلين خلال الساعات الأخيرة من شهر رمضان المبارك.
كما طالب العرب والمسلمين وكل المنصفين والعقلاء بالوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني الأعزل، ودعم نضاله في وجه الاحتلال الظالم، سائلا المولى عز وجل أن يحفظهم وينصرهم ويعينهم.
ثم أردف بالقول فِي يَوْمِ عِيدِنَا؛ نَفْرَحُ بِفَضْلِ اللَّهِ عَلَيْنَا، وَرَحْمَتِهِ بِنَا، وَنُحَافِظُ عَلَى النِّعَمِ الَّتِي أَكْرَمَنَا عَزَّ وَجَلَّ بِهَا، فَنَسْتَمِرُّ فِي الِالْتِزَامِ بِإِجْرَاءَاتِ السَّلَامَةِ فِيمَا بَيْنَنَا، لِنُحَافِظَ عَلَى صِحَّتِنَا، وَنَصِلَ إِلَى التَّعَافِي التَّامِّ؛ ضَارِعِينَ إِلَى اللَّهِ تَعَالَى بِالدُّعَاءِ، مُلِحِّينَ عَلَيْهِ بِالرَّجَاءِ.
هذا وفي ختام الخطبة وقف سماحة الأمين العام لدار الفتوى مع جمع من أصحاب الفضيلة من المشايخ لاستقبال التهاني بهذه المناسبة المباركة.
صادر عن المكتب الإعلامي لدار الفتوى في أستراليا