بينما تخيّم على سوريا من الشمال إلى الجنوب أخبار البؤس والحرب، فضلاً عن الأزمات الاقتصادية التي تعصف بالبلاد، ثمة أخبار على هامش هذه المأساة تثير الطمأنينة لدى الكثير من السوريين.
ولعل رمضان الشهر الفضيل، من الأشهر الذي يثير الأمن والراحة في نفوس الكثير من السوريين لما له من تقاليد وعادات تاريخية مازالت قائمة على الرغم من كل الظروف، ومن هذه العادات جمع الأسر المحتاجة وغير المحتاجة على موائد الرحمن في أكبر مساجد دمشق.. مسجد بني أمية الكبير.
في هذا الجامع التاريخي، أحد رموز العاصمة دمشق، ثمة مبادرات تلتقي في ساحة المسجد لتكون ملاذاً للمئات من العائلات السورية المحتاجة منها والتي تبحث عن أجواء رمضانية تبعث السكينة في قلوبهم، حيث تشارك الجمعيات الأهلية في دمشق وريفها خلال شهر رمضان المبارك لدعم الأسر.
وتقوم العديد من الأسر في دمشق خصوصاً، بتقديم السلال الغذائية ووجبات الإفطار وبيع الألبسة بسعر التكلفة بهدف تخفيف الأعباء الاقتصادية والوقوف إلى جانب شريحة أكبر بالمجتمع ودعمها بشكل لائق، فيما يتكفل البعض بتأمين موائد الرحمن على أبواب وداخل المسجد الأموي، وهي عادة منذ مئات السنين، حيث تجتمع العائلات السورية على مائدة واحدة يتداولون الأحاديث ويتناولون الإفطار المشترك.
رئيسة مؤسسة مبادرة أهل الشام ميساء رسلان قالت إن المؤسسة وزعت حتى الآن 19 ألف سلة غذائية بمختلف المناطق، وتعمل للوصول إلى توزيع 49 ألف سلة، حيث وزعوا عبر 59 جمعية كميات من التمر استفاد منها حتى الآن 3 آلاف أسرة في حين وصل عدد وجبات الإفطار الموزعة 1500 وجبة والتوزيع مستمر لنهاية شهر رمضان المبارك.
الجمعيات الخيرية الأخرى اتجهت إلى مسجد بني أمية من أجل جمع الأسر على موائد الرحمن، فيما ينتشر المتطوعون على أبواب المسجد من أجل تحضير أطباق الحلويات الدمشقية الشهيرة، إذ قدمت الجمعيات الخيرية أكثر من ثلاثة آلاف سلة غذائية بالإضافة إلى وجبات للصائمين.
هذه المبادرات على الرغم من أنها تجمع آلاف الأسر على مائدة واحدة، إلا أن بعض العائلات المحتاجة تجد فيها ملاذاً من أجل الحصول على وجبة إفطار، فيما يرى فيها البعض فسحة للحياة وإعادة أجواء الماضي.