ثمانية شهور قضاها الرائد في أمن الدولة جوزف النداف بعيداً عن عائلته. ثمانية شهور من الصدمة والحيرة في اتهام ضابط تفانى في خدمة وطنه، وزجّ باسمه في أكبر انفجار هزّ لبنان. هو الذي كلّف في شهر نيسان 2019 تأسيس مكتب لأمن الدولة في مرفأ بيروت لمحاربة الفساد، وقام بمهمّته على أكمل وجه، ورفع تقارير بكلّ أمانة ولم يغضّ الطرف عن ملف نيترات الأمونيوم.
شظايا الانفجار
في 15 نيسان أُخلي سبيل النداف، إلّا أنّ التحقيق في القضية لا يزال مستمراً، وينتظر وعائلته القرار الظني. لذلك شدد على أنه لا يستطيع الحديث إلى الإعلام في الوقت الحاضر، فتولّت زوجته سنتيا المهمّة عنه. أضاءت على الجانب الإنساني لعائلة متماسكة، كانت تنعم بالحبّ وراحة البال. وفجأة ومن دون استئذان يقتحم ملف المرفأ بيتها. وقالت: «في البداية اعتقدت أنه سيوقَف لأخذ إفادته، إلّا أنّ المفاجئ أنّ المدّة طالت، وقد كانت فترة صعبة مرّت عليّ وعلى ولديه. ومع ذلك كنت مقتنعة بأنه سيخرج إلى الحرّية لكونه غير مذنب».
يقين البراءة
وأضافت: «خدم جوزف في صفوف الجيش من سنة 2005 إلى 2015، بعدها انتقل إلى المديرية العامّة لأمن الدولة بعد نصيحتنا كعائلة له لكون الخطر أقلّ هناك، ولاسيما أنّ والده العقيد ميلاد النداف استُشهد في الجيش. ومنذ أن تعرّفت إلى جوزف في المدرسة حين كنا نبلغ من العمر 16 سنة كان يضع شعار الجيش دائماً، فهو يعدّ هذه المؤسسة رسالة، والجميع يشهد بمناقبيته وحبه للوطن. لذلك كان خبر توقيفه صدمة لكل من عرفه، ووقف الجميع إلى جانبه إذ كانوا على يقين ببراءته».
ثقة وتمنٍّ
رغم صعوبة الوضع الذي عاشه جوزف، إلّا أنّ معنوياته كما قالت سنتيا كانت مرتفعة، وزادها دفاع أهالي الشهداء عنه وإيمانهم ببراءته. وفي ذات الوقت كان حزيناً لكون اسمه زُجّ في جريمة العصر. وأضافت: «كنت أزوره 3 مرات أسبوعياً، كما كنت أصطحب ولديه لرؤيته في نهاية الأسبوع. وأخبرتهما أنّ عمله الجديد يفرض عليه النوم خارج المنزل مدة طويلة».
لدى سنتيا ثقة بالقاضي بيطار وبإعطاء جوزف حقّه في القرار الظني، لأنّ لديه كل التقارير والمستندات، كما تمنّت أن تقوم الدولة اللبنانية بذلك