راغدة السمان – سدني

لا يوجد بيننا من يعارض أننا لا نشعر بالحنين والغربة بين حين وآخر  إلى الأرض  التي أنبتتنا…

تبقى أمنيات في غربتنا نعتاد ونعيش  الأمان والإستقرار في موطن قدم لنا المواطنة والحب وابسط الحقوق الانسانية المشروعة .

بدأنا من جديد مع أبنائنا نعيد ما قد سُلِبَ مِنّا ماديا….أمّا غربتنا النفسية فكانت هي الأقسى والأعمق والتي تحتاج جهدا أكبر..! شعورنا بالوحدة هو الذي تقتل كل يوم خلية من خلايانا…

فالروح تستأنس من يلاطفها وتحب من يواسيها ويحضنها ..

إخوتي في الوطن الثاني أدعوكم لبناء علاقات بعيدة عن المصلحة والمادة ،ابنوا علاقات حميمية ،إحموا بعضكم بعض مع المحافظة على احترامنا لخصوصيات الآخرين بالستر والكتمان والرعاية بالخدمة والعطاء والاهتمام لتبقى البركة العربية  الأصيلة ملجأنا..

خرجنا من بلادنا مثقلين بالأحقاد والنفاق والتقاليد الزائفة….نريد تغيير المظاهر إلى أخلاق اجتماعية أكثر  وعياً وفائدة.

كثفوا لقاءاتكم الإجتماعية وخففوا من التواصل عن طريق النت، فقد كثرت نسبة الانتحارات والتباعد بين الأشخاص وقاربت البشرية على الوحدانية…ليس كل  ماتراه على الانستغرام واليوتيوب والزوم والسكايب…صحيح ، فالصورة التي تصل الينا بعيدة عن واقع الحياة لا تبنى عليه حقائق هو تواصل كاذب لا يعكس ما يجري داخل النفس….

انطلقوا لخدمة بعضكم بعضا في الاماكن الاجتماعية فهي الانقى للصحة النفسية والجسدية…

أختم بالحلاج:

 فيا ليت طيفاً منك يأتي

وياليت إنّي لهذا الطيف أهلُ