بين الغوريللا والأمير فيليب؟!
أنطوان القزي
من عادتي كل صباح أن أتابع برنامج “تو داي” الإخباري، وصباح الجمعة الماضي كنت أنتظر أخبار الإعصار الآتي من اندونيسيا الذي ضرب غرب أستراليا بسرعة 150 كلم في الساعة وأخبار الجلطات التي يسببها لقاح “استرازينيكا” واستبداله بلقاح فايزر”، لكنني فوجئت بعبارة ” Breaking news” وخبر طويل عريض وكأنه هجوم صيني لاحتلال تايوان!!. إقرأوا معي:
“يقول موظفو حديقة حيوان سيدني إنهم لم يفهموا الظروف المحيطة بالموت المفاجئ لشمبانزي عثر عليه ميتًا في حظيره صباح الجمعة. تم اكتشاف جثة الشمبانزي ( موغلي) البالغ من العمر 10 سنوات ، من قبل حراس الحديقة مراجعة لقطات CCTV لكن لم تقدم أي إجابات وبالتالي سيتم إجراء تشريح الجثة. يعيش الشمبانزي عادة لأكثر من أربعة عقود وقال أمين حديقة الحيوان لو غروسفيلد إن الخسارة كانت مدمرة للموظفين. اليوم فقدنا أحد أفراد العائلة. كان لموغلي شخصية أكبر من الحياة. سيذكره الناس بروحه المغامرة وعيناه العنبر وابتسامته اللطيفة. لقد كان يومًا حزينًا جدًا للجميع “. وفور إعلان الوفاة على صفحة فيسبوك الخاصة بحديقة الحيوان اندلعت موجة من التعاطف ، حيث تم تسجيل 944 تعليقًا بحلول الساعة 3 مساءً. مما أدى إلى إغلاق ، مع إبعاد الزوار ، وإبلاغهم بالبقاء في سياراتهم أو حبسهم داخل المبنى الإداري. وسارعت بعض المؤسسات الإعلامية بطائرات هليكوبتر لتغطية الحادث. وتبع الموظفون بروتوكولات السلامة بعد الاكتشاف. “لقد اتبعت حديقة الحيوان للتو إجراءات وبروتوكولات السلامة لإغلاق حديقة الحيوان.”
إنتهى..هل لاحطتم هذه المبالغوة وكأن الميت هو نابوليون بونابرت؟!!.
وبقي خبر موت المحروس موغلي يتصدّر الشاشات وعناوين الصحف والإذاعات طيلة النهار ألى أن جاء في المساء خبر وفاة الأمير فيليب زوج الملكة اليزابيت عن 99 عاماً ليفرمل “الطحشة” الإعلامية باتجاه حديقة حيوانات سدني!.
أما نحن أبناء الجالية ، فقد نجونا من “أكشن” الغوريللا وعشنا قبل ظهر الجمعة مع خبر الحكم بالسجن لمدة أقصاها 28 عاما بحق السائق صامويل ويليام ديفيدسون الذي دهس أربعة أطفال لبنايي الأصل وهو يقود تحت تأثير الكحول والمخدرات في ضاحية أوتلاندز في شمال غرب سيدني.
وبعد الظهر عشنا مع خبر “يبلّ” القلب وهو فوز ابن الجالية يوسف ديب ببطولة استراليا في الملاكمة للوزن الخفيف.