أستراليا وتسييس الكورونا!
أنطوان القزي
لا أعتقد أن تسييس الكورونا في أستراليا يلبّي طموح المعارضة الفيدرالية بعدما تكشفت الأسباب الحقيقية للتباطؤ في عمليات التلقيح.
فدول الإتحاد الأوروبي التي تضم 52 مصنعاً تعمل على امتداد الأسبوع في تصنيع اللقاحات تعاني من أزمة حادة في توفير هذه اللقاحات. حتى ألمانيا وفرنسا عجزتا في الوفاء بالتزاماتهما تجاه مواطنيهما.
فالجائحة تزداد واللقاح غير متوفّر. واليوم بدل أن نوجّه الإنتقاد الى الحكومة الفيدرالية، علينا أن ننظر الى الجزء الملآن من الكوب، وهو أن التدابير الوقائية التي اتخذتها أستراليا لحماية مواطنيها في مراحل الكورونا المبكرة جعلها لا تعاني اليوم كما يعاني الأوروبيون والقدرة على الإنتظار في أستراليا في الأقوى في العالم.
طبعاً هذا لا يعفي أستراليا من مسؤوليتها في الإعتماد على مصدر واحد، إذ لا يجوز ربط حياة الإنسان وصحته يالأحلاف السياسية، وها هي المجر مثلاً وهي عضو في الأتحاد الأوروبي ، لم تنتطر حتى تلبي حاجتها شركة ” أسترازينيكا” ، بل توجّهت شرقاً وحصلت على اللقاح الروسي “سبوتنيك V. ”
وغدت نسبة التلقيح في المجر الفقيرة متقدمة على ألمانيا وسويسرا والسويد وفرنسا، وكلّها تعاني من شحّ اللقاح.
ورغم كل هذه الإعتبارات فإن أستراليا لا تزال الأفضل لأنها نجحت في تطبيق القول المأثور “درهم وقاية خير من قنطار علاج”.
وفي الختام، فإن الوباء المستجد ليس مادة سجالية بين الحكومة الفيدرالية والمعارضة لأن الحق على الطليان عن جد هذه المرّة، لأنهم حرمونا من 250 ألف لقاح الشهر الماضي؟!!.