تعمل الزعيمة الجديدة لحزب العمل الإسرائيلي ميراف ميخائيلي التي أوكلت لها مهمة إعادة الحياة للحزب، على حملة من أجل إرساء قواعد الديموقراطية الاجتماعية ومناصرة النسوية إلى جانب القضايا البيئية.
تقول ميخائيلي (54 سنة) في مقر حملتها الانتخابية في مدينة تل أبيب الساحلية قبل الاقتراع المقرر في 23 من الشهر الجاري، إن «حزب العمل فقد صدقيته وعموده الفقري».
وتضيف: «ينبغي أن يكون (الحزب العمل) حزب يسار الوسط في الحكومة لتجديد البلاد وإعادتها إلى المسار الصحيح». لكن الطريق إلى ذلك سيكون صعبا. وشهد حزب العمل تراجعا حادا منذ جيل، ترافق مع جنوح السياسة الإسرائيلية نحو اليمين بشكل كبير، لا سيما في عهد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الممسك بالسلطة منذ عام 2009. ومن أصل 120 مقعدا في الكنيست، فاز حزب العمل بثلاثة منها في الانتخابات التي أجريت العام الماضي، بعدما كان لديه 44 مقعدا عام 1992.
ولم تلتفت ميخائيلي إلى أمجاد الحزب في الماضي، بل صبت اهتمامها المباشر على التأثير على لهجة وسياسات المعسكر الناشئ المناهض لنتنياهو، الذي من الممكن أن ينجح في الحصول على غالبية 61 مقعدا. وبالنسبة لزعيمة حزب العمل، فإن «الأكثر أهمية لحزب العمل أن يكون لديه أكبر عدد ممكن من المقاعد داخل تلك الكتلة من أجل التغيير وبحيث لا يمكن بناء تحالف بديل» من دونه. ومنذ انتزاعها المنصب من خصومها في الانتخابات التمهيدية للحزب في 24 كانون الثاني، أعادت ميخائيلي الحياة للحزب لتخلف الزعيم السابق عمير بيرتس وتصير ثالث امرأة تقود الحزب منذ تأسيسه. وفي كانون الأول، تمت الدعوة إلى انتخابات هي الرابعة خلال عامين، وأظهرت استطلاعات الرأي في البداية فشل حزب العمل في الفوز بما يكفي من الأصوات للاحتفاظ بمقعد واحد. لكن وبعد تولي ميخائيلي زعامة الحزب، تظهر الاستطلاعات أن عدد مقاعد الحزب ستتضاعف إلى ستة.
إعادة البناء
ولم تستبعد زعيمة حزب العمل إبرام شراكة سياسية لكن وفق قواعد أساسية، خصوصاً وأن سلفها كان قد تعرض لانتقادات واسعة بعد انضمامه إلى الحكومة الائتلافية الأخيرة التي شكلها نتنياهو. وتشير إلى أن «إعادة تأهيل الديموقراطية الإسرائيلية والعودة إلى قواعد اللعبة وإلى صوت العقل تمثل معا الأساس الوحيد» لتشكيل الائتلاف الحكومي.
وتضيف: «استبدال نتنياهو ليس كافيا، نحن في حاجة إلى استبدال (نتنياهوزيم)» أو جماعة نتنياهو. وينظر الكثير إلى نتنياهو الذي شغل أطول مدة في منصبه في إسرائيل منذ عام 2009، وقبلها بين عامي 1996 و1999، على أنه شخصية معززة للانقسام وبشكل كبير.
ومع ذلك، حقق رئيس الوزراء جملة من النجاحات الديبلوماسية والاقتصادية، كان آخرها توقيع اتفاقات تطبيع العلاقات مع أربع دول عربية. لكن الحكومات الائتلافية التي شكلها تعثرت بسرعة في السنوات الأخيرة كما بدأت محاكمته في أيار الماضي بتهم تتعلق بالفساد.
ويسعى بعض مساعدي نتنياهو السابقين اليوم إلى إطاحته، بينهم من انشقوا عن حزبه الليكود أو غيرهم من الوزراء السابقين. وسيحتاج أي ائتلاف قابل للحياة وينضم إليه حزب العمل إلى استيعاب الأحزاب التي لديها أجندات يمينية مماثلة لليكود.
وعليه، فإن إيجاد أرضية مشتركة مع أحزاب أخرى بخلاف معارضة مشتركة لنتنياهو لن يكون أمرا سهلا على حزب العمل الذي قالت ميخائيلي إنه فقد صدقيته بعدما انضم في الماضي إلى ائتلافات بقيادة اليمين. وتدرك ميخائيلي جيدا «وجود نقاط خلاف كثيرة» وتشير إلى أن إعادة الحياة لحزبها لن تكون سريعة.
وتضيف :«نحن بحاجة إلى إعادة البناء… سيستغرق الأمر وقتا لكن إذا لم نبدأ فلن يحدث ذلك أبدا». تشير ميخائيلي إلى أن اغتيال رئيس الوزراء وزعيم حزب العمل إسحاق رابين عام 1995 على يد إسرائيلي متشدد ومعارض لمحادثات السلام مع الفلسطينيين، هز الحزب وناخبيه وأثار شعورا بالخوف.
وتعتقد زعيمة حزب العمل «أن الحزب فقد ثقته بنفسه فهذا يحدث لكل ضحية من ضحايا العنف». وتقول :»آمل أن تكون لدينا القدرة القصوى لنشر المعايير التي نريد أن نقدمها لدولة إسرائيل. وتضيف: «سقطت إمبراطوريات أقوى من إمبراطوريات نتنياهو».