إنهم يقتلون الأموات ؟!
أنطوان القزي
عندما استدعى القاضي فادي صوان رؤوساً كبيرة أدركنا أنه كتب نهايته بيده. وشبّهه اللبنانيون بالقاضي الإيطالي جيوفاني فالكوني الذي قضى حياته في محاكمة المافيا الصقلية (كوزا لوسترا) الى أن اغتالته المافيا في 23 أيار مايو سنة 1992 مع زوجته وأولاده وثلاثة من حراسه في انفجار قنبلة بلغ وزنها 350 كيلو غراماً من الديناميت تحت الطريق السريع من مطار بونتا ريسي للعاصمة باليرمو عن 53 عاماً.
نحن اللبنانيين ليس لدينا مافيا تشبه مافيا الطليان وليس عندنا كالألمان “بادر ماينهوف” ولا كاليابانيين ” الجيش الأحمر الياباني” ولا عندنا “الخمير الحمر” كما في كمبوديا . بل عندنا كل هؤلاء مجتمعين يشكلون مافيا خمس نجوم من ملوك الطوائف والأحزاب والتيارات والحركات ، تقتل وتسرق و”تصفّي” وتغتال وتخطف وتجوّع الناس ، هذه المافيا اغتالت قضائياً قاضياً لبنانياً
.
عندما تبلّغ المحقق العدلي القاضي فادي صوان صباح الخميس الماضي لدى وصوله الى مكتبه، قرار محكمة التمييز الجزائية بكف يده عن النظر بدعوى إنفجار المرفأ.
عندما استدعى صوان الوزيرين علي حسن خليل وأكرم زعيتر أغاظ الشيعة، ويوم استدعى رئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب أغضب السنّة ولدى استدعائه الوزير يوسف فنيانوس أزعج بعض الموارنة وعندما لوّح باستدعاء اللواء طوني صليبا رئيس جهاز أمن الدولة استفزّ الكاثوليك، ومنذ أسبوعين تساءل رئيس الحزب الاشتراكي وليد جنبلاط عن سبب استمرار توقيف أحد الضباط الدروز في قضية انفجار المرفأ داعياً الى إطلاقه؟!.
وبات واضحاً أن المسؤولية تقع إمّا على أناس هبطوا من كوكب آخر وإما على شخض هندوسي من الهند أو بوذي من الصين وإما على شخص من طائفة المورمون في الولايات المتحدة!.
ومشكلة فادي صوان أنه لم يستدعِ أحداً من هؤلاء وأخطأ حين استدعى أعضاء من الطوائف والمذاهب والعشائر اللبنانية “المنزّهة من كلّ دنّس وعيب” ليتمّ الإنقضاض عليه من ملوك هذه الطوائف والمذاهب وليتم قتل الشهداء المئتين وهم أموات بعدما تمّ قتلهم وهم أحياء؟!.وعلى المحقّق الجديد في قضية المرفأ طارق البيطار أن يكون ملمّاً ليس بالقانون الجنائي أو الجزائي وحسب بل بعلم الجيّنات والأنساب وخبيراً في علم الوراثة وال” دي أن إي”، عندذاك ربما يكتشف أن مّن فجّر المرفأ هو من قبائل التوتسي أو الهوتو في رواندا..
“باي باي أخلاق، وداعاّ مستر ضمير وتصبحون على أهراءات من الجثث”؟!.