معركة إنسانية في أوتلاند؟

أنطوان القزي

في ذات المكان الذي سقط الأطفال الأربعة أنطوني وأنجلينا وسيينا عبدالله وفيرونيك صقر في شباط العام الماضي تدور معركة من نوع آخر لم تكن لا على البال ولا على الخاطر، أبطالها الوالدان داني وليلى عبدالله من جهة وإدارة نادي الغولف في أوتلاند الذي حصلت أمامه الحادثة من جهة ثانية .

فقد عرض داني عبدالله حزمة تقديمات ودفع تكاليف عشرات رسوم العضوية في النادي مع خرائط وتصميم لإقامة نصب تذكاري للأطفال الضحايا ( الصورة الأولى) مع تحسينات في حديقة النادي وإقامة جدار أمامي على امتداد الحديقة المحاذي لشارع ( بتينغتون)  بدل الطاولة والكراسي الموجودة في موقع الحادثة ( الصورة الثانية)، كما عرض مجلس بلدية باراماتا دفع تكلفة التعويض على قطعة صغيرة من الأرض من خمسة أمتار مع صيانتها الدائمة.

اللافت أن إدارة النادي لا تزال ترفض إقامة نصب تذكاري للأطفال  رغم الرسالة المؤثرة التي تلقتها من داني عبدالله ورغم حماس مجلس بلدية باراماتا لإقامة النصب ورغم نداء نائب باراماتا الأحراري جيف لي للنادي للعدول عن قراره ومعه نائب مقعد لاكمبا العمالي جهاد ديب!.

اللافت أيضاً أن إدارة نادي الغولف لم تعرض حتى الآن عرض آل عبدالله وبلدية باراماتا على أعضاء النادي للتصويت عليه وأخذت على عاتقها مسؤولية الرفض الفوري والقاطع.

والملاحظ أيضاً أن الإعلام الأسترالي ما زال يؤازر والدَي الأطفال بسبب روح التسامح التي تحليا بها.

فهل يصمد النادي في موقفه الرافض في مواجهة الرأي العام الأسترالي والحكومتين الفيدرالية والمحلية اللتين خصّصتا يوماً وطنياً للتسامح في الذكرى السنوية الأولى لسقوط الأطفال الأربعة؟!.

هذا الموضوع مرشّح ليشهد تطورات جديدة في الأيام المقبلة ، والجانب الإنساني هو الذي يطغى هذه المرّة.. وإنّ غداً لناظره قريبُ!.