“إلعن أبوهم”.
أنطوان القزي
في المنامة وأبو ظبي ضجّة ليس بين أحمد والمسيح ، بل بين ولي عهد الإمارات محمد بن زايد آل نهيان وملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة، اللذين يضربان كفّاً بكف ويلعنان حظّها العاثر، ليس بسبب هبوط أسعار البترول، بل لأن بنيامين نتياهو أرجأ زيارته المقرّرة غداً الثلاثاء الى كل من المنامة وأبو ظبي.
لعن الله الكورونا التي حرمت أرض الخليج من “دعسات” بيبي وحرم “خناشر” القصور من معانقته.
فالتغيير المناخي الخليجي تجاه إسرائيل هو أدهى من التغيير الذي أحدثه تقلّص طبقة الأوزون.
لقد اقتطع الأخوة الخليجيون أموالاُ من حصة السلطة الفلسطينية المتوجبة عليهiم ليحوّلوها الى مصاريف سياحية في ناتانيا والى التحضير لزيارة الحليف الجديد الذي منذ أن وقع اتفاقيتي التطبيع مع البحرين ودولة الإمارات وهو يضاعف بناء المستوطنات في القدس الشرقية؟!.
وفي الوقت الذي كان فيه البحرينيون والإماراتين “يلفلفون” السجاد الأحمر وتوزيع الكافيار على المطاعم،
استمرت مأساة سكان الأغوار الشمالية، الذين يعانون من “التهجير القسري” بعد أن أقدمت القوات الاسرائيلية، على تكرار عملية هدم واسعة لمساكنهم، وطردتهم بالقوة من المكان، ضمن الخطط الرامية للاستيلاء على المنطقة، لصالح توسعة المشاريع الاستيطانية، حيث طالب الرئيس الفلسطيني محمود عباس، من المواطنين والجهات المختصة الصمود والدفاع عن الأرض “مهما كلف الثمن”، في الوقت الذي واصلت فيه قوات اتل أبيب هجماتها الأخرى ضد الضفة الغربية.
وكررت قوات الاحتلال عمليات اقتحام، خربة حمصة بالأغوار الشمالية، وفككت الخيام التي قدمتها هيئة مقاومة الجدار والاستيطان للمواطنين بدلا من التي هدمها الاحتلال.
ولأن القضية التي تراجعت من أوسلو الى مدريد الى شرم الشيخ والعقبة، يحاول اليوم العرب أن يدقوا المسمار الأخير في نعشها ولم يبق لا حول ولا قوة للفلسطينين لمقاومة اسرائل المدعومة من أشقائهم!.
ولم يبق لمحمود عباس إلا أن يقول لأحد الفلسطيين الواقفين في مكان الإعتداء الإسرائيلي بنبرة غاضبة :”بحكي معك على الهوا، إلعن أبوهم”.
فلسطين العرب المتخاذلين تحوّلت من خطف الطائرات الى ثورة الحجارة الى “إلعن أبوهم”؟!