أنستازيا “أكلت الطعم”؟!
أنطوان القزي
يوم تعرّضت الشواطئ الشمالية لسدني لعشرات الإصابات بوباء كورونا في منتصف كانون الأول الماضي، فرضت رئيسة حكومة الولاية غلاديس بريجكليان حجراّ على سكان تلك المناطق حصراً ولم تعلن الإغلاق في سدني الكبرى لتبقى دورة الحياة الإقتصادية على حالها. وكذلك فعلت عندما ضرب الوباء منطقة بيرالا وبعض المناطق في غرب سدني حين قلّصت عدد الزوار للمنازل وفرضت وضع الكمامات في الأماكن التجارية ووسائل النقل ولم تغلق المدينة بالكامل. وبقيت الدورة الإقتصادية مستمرة، وها نحن اليوم نرى تعافياً في نيوساوث ويلز وعودة أسعار المنازل إلى الإرتفاع.
أمّا رئيسة حكومة كوينزلاند أنستازيا بالاشاي التي أقفلت حدودها بوجه نيو ساوث ويلز وصولاً الى فترة الذروة السياحية وعطلة الأعياد بحجة حماية سكان ولايتها كدعاية انتخابية لها مما جعلها تفوز بفترة ثانية في رئاسة حكومة كوينزلاند، سرعان ما اكتشفت ان هذه الحماية “الإنتخابية” كانت غير ذي فائدة لدى اكتشاف عدة اصابات في فندق “غراند شانسلر” برزبن في 17 كانون الثاني الماضي واغلاق المدينة لعدة أيام بالكامل..
اليوم انتهى أكل العسل الانتخابي لدى بالاشاي، ولم يوصلها التذاكي على بريجكليان إلا الى حصد الخسارات، وها هي تطالب رئيس الحكومة الفيدرالي سكوت موريسون بتمديد فترة الإستفادة من ال” جوب كيبّر” بحجة أن ولايتها منهكة وبحاجة الى المال.
واكتشفت بالاشاي أنه ليس بنتائج الإنتخابات وحدها يحيا الإنسان، وأنها عندما منعت سكان نيوساوث ويلز من ارتياد شواطئ كوينزلاند حرمت ولايتها من مليارات الدولارات؟.
رئيس حكومة غرب أستراليا مارك ماكغوان لم يتعلّم الدرس بل أقفل مدينة بيرث بالكامل لمدّة خمسة أيام هذا الأسبوع بسبب إصابة واحدة وأوقف عجلة الحياة لنحو مليوني شخص علماً أن ولايته تعاني من العجز وهي كانت الخاسر الأول تجارياً من توتر العلاقة مع الصين.
أحسنت غلاديس بريجكليان سبُل الوقاية، وكانت على مدار الساعة تطل مع المسؤولين الصحيين وترشد المواطنين الى التباعد الإجتماعي وغسل اليدين وارتداء الكمامات، وحافظت على الحياة في سدني ولم تترجِّ رئيس الوزراء كي يمدد الإستفادة من ال “جوب كيبر”.
فازت أنستازيا في الإنتخابات ولكنها “أكلت الطعم”؟!.