عمليات اغتيال «هوليوودية» تعرّض لها ابن بلدة الكحالة، حيث انتظره مسلّحان في الصباح الباكر، وبكاتم للصوت، أطلق أحدهما النار عليه حين استقلّ سيارته قبل أن يفتّشه الآخر، ليفرا بعدها من المكان… سقط جوزف بجاني ضحية التفلت الأمني في لبنان الذي ازداد في الأيام الاخيرة مع إقدام المجرمين على ارتكاب جرائهم بدم بارد، ولأسباب يأمل الرأي العام كشفها. وأفادت مصادر قناة «الحدث» أن 10 عناصر كانوا منتشرين في المكان ويرتدون زي عمّال يحملون معدات قبل اغتيال المصور جو بجاني. وقالت المصادر إن بجاني اغتيل وكان وثّق أدلة مع محققين أميركيين وفرنسيين حول انفجار بيروت. وأضافت المصادر أن ثلاثة أفراد نفذوا عملية اغتيال جو بجاني وفروا على دراجة نارية زرقاء اللون».
اكتشاف الفاجعة
فُجع أهالي الكحالة بهول الكارثة، التي اكتشفتها، كما قال مختار البلدة عبدو أبي خليل ، شقيقة المغدور، فشرح: «كان في نية الشاب الثلاثيني إيصال طفلتيه إلى المدرسة، وشقيقته التي قصدت منزل أهلها في البلدة، قبل أن تتوجّه إلى منزل جوزف لإيصالها إلى الأشرفية، حيث سيارة زوجها»، مضيفاً: «أطلع جوزف شقيقته أنه سيتوجّه إلى السيارة من أجل تحميتها لتصدم بالمشهد المروّع بعد دقائق، إذ لم يسمع أزيز رصاص كون المسدس المستخدم كاتماً للصوت».
«جريمة منظّمة»
هي «جريمة منظمة»، كما قال رئيس البلدية جان بجاني ، «نفذها أشخاص محترفون» في ظلّ فلتان أمني. وكل ما يتم تداوله إلى الآن عن سبب اغتيال جوزف، كما قال المختار مجرد تكهنات، مع العلم أنه بحسب بجاني، بدا جوزف طبيعياً قبل الجريمة ولم يطلع أحداً أنه مهدّد، مشيراً إلى أن «الأجهزة الأمنية تعمل على الكشف على الكاميرات المزروعة في المكان في خطوة للوصول إلى المجرمين ومعرفة ملابسات ما حصل ودوافعه».
موظف يهوى التصوير
جوزف كما قال المختار، «وحيد والديه على شقيقة، موظّف في شركة ألفا يهوى التصوير، وكان متطوعاً لتصوير الجيش اللبناني»، وقد سبق أن كتب الضحية في صفحته على موقع التواصل الاجتماعي في شهر آب الماضي: «بعد 15 سنة تصوير، وتركيز على التصوير العسكري بلبنان والخارج، بخاصّة لإظهار صورة التقدّم، القوة، وصورة الحضارة للجيش اللبناني للخارج، قرّرت اليوم اعتزل التصوير العسكري بلبنان. الواحد بدّو يترجاهن تيصوّرن، وبس يروح تيصوّر بحس حالو ارهابي. استروا ما شفتوا منّا. خلّونا نصوّر يلي بقدِّر». بعد الجريمة، قطع أهالي الكحالة الطريق احتجاجاً، وقرعت أجراس الكنائس، في محاولة لإيصال أهل البلدة صرختهم وغضبهم وتأكيدهم على أنهم لن يستكينوا قبل توقيف المجرمين ومن يقف خلفهما.