حينما يجتمع إبداع الثقافة مع الشخصية القوية التي تحلم في تغيير العالم وليس البقعة الصغيرة التي تعيش فيها، هناك تكون شخصية الفنانة الفلسطينية أسيل تايه، المقيمة في ملبورن.
الذي يعرف أسيل يلمس ابداعها الثقافي وشغفها الذي تستخدمه بالدفاع عن الفنانين الملونين والأمهات والأطفال والشباب، «لتغيير العالم»، حيث تم وصفها مؤخرًا بأنها «قوة لا يمكن إيقافها في المشهد الثقافي الأسترالي.
وتمتلك أسيل قوة سرد القصص ، وتضفي  الطابع الإنساني على تجارب الأشخاص الذين نزحوا، ويُعتبر عملها جزءاً لا يتجزأ من المجتمع، وغالبًا ما يكون سريع الاستجابة للقضايا الراهنة.
تتحدث أسيل عن أنشطتها التي تقوم بها وتقول:» خلال أسبوع اللاجئين 2020، قمت برعاية وإنتاج وتقديم سلسلة من حلقات النقاش الحية عبر الإنترنت التي تضم فنانين محليين ودوليين وقادة ثقافيين، جذبت السلسلة أكثر من 40 ألف مشاهدة وأدت إلى دعوة للمشاركة في حدث TEDx Melbourne PluggedIn الافتتاحي، حيث حصلت على جائزة أفضل متحدث.
وتتمتع بخبرة واسعة بصفتها مديرة إبداعية وفنانة تركيب، وشاركت في الاحداث الدولية البارزة مثل «نحن نريد أن نلعب»، وساهمت في تأسيس أول شبكة مكتبات للألعاب في فلسطين ببصمة فتاة عربية، وهذا يعتبر حدثاً سنوياً يعرض مواهب وإنجازات الفتيات اللواتي يعشن تحت الاحتلال.
وتضيف أسيل: «كقائدة ثقافية ، طورت علاقات مستمرة مع مجموعة متنوعة من المنظمات بما في ذلك Multicultural Arts Victoria و Arts Centre Melbourne و Polyglot و Arts House و Arts Front و VMC و NGV و Federation Square و ASRC و RISE Refugee والعديد من المجالس المحلية ومنظمات المستوطنات.
وتقوم أسيل بمجموعة من المشاريع من خلال المنزل بما في ذلك: Bukjehs of Hope، وهو تعاون مع 15 فنانًا لإنتاج فيديو للعائلات المتضررة بانفجار بيروت  الأخير؛ إضافة إلى انجاز سلسلة كتب مصورة للأطفال تسمى قصص من المنزل؛ وفصل طبخ عبر الإنترنت يجمع الناس معًا للطهي والغناء ورواية القصص؛ والتطوع مع خدمات التوطين لدعم الأمهات اللائي وصلن مؤخرًا إلى أستراليا.
وتجسد أسيل استخدام الفن والإبداع لتحقيق العدالة الاجتماعية ، وتشتهر بلطفها وتفاؤلها وكرمها، ولديها أيضًا صوت غنائي مذهل تستخدمه لربط القلوب وجني الأمل.
أما عن  نتائج مشاريعها تتابع أسيل: «المشاريع عديدة ومتنوعة، على سبيل المثال تضمن مشروعي الأخير، Eid?s Bukjehs of Joy تمويل وإنتاج وتوزيع 1500 مجموعة من الفنون والحرف اليدوية للأطفال المتضررين من عمليات إغلاق الأبراج في ملبورن، والتي أنجزتها في إطار زمني مدته 10 أيام.
وتشير إلى أنه تم تسليم 1500 كيس مليء بالحلويات والفنون والحرف اليدوية والألعاب الشرق أوسطية التقليدية يوم الجمعة إلى جميع الأبراج التسعة، بما في ذلك السكان غير المسلمين، لمدة ثلاثة أسابيع، وتلقى منزلي مئات الصناديق وتبرعات ضخمة لجعل ذلك ممكنًا، وقد تم الرد على دعوتي للحصول على الدعم بكثير من الحب والمساعدة في تحقيق ذلك، لا يمكننا فعل ذلك بدون كل الدعم المذهل من أكثر من 55 مانحًا».
عالم بعيد في غزة، قادت أسيل مؤخرًا مشروعًا لإنشاء أول شبكة مكتبات ألعاب في فلسطين.
وتتحدث أسيل، عن تجربتها بعد ان أصبحت، «عانيت من اضطراب القلق الاجتماعي الذي أثر على حياتي شخصيًا، ومنذ ذلك الحين وأنا أستمتع بالمرافق الرائعة التي توفرها أستراليا لنا نحن الآباء».
وتضيف: «خلال فترة اكتئابي زرت مكتبة الألعاب واستفدت من المحادثات الجميلة، وهناك الكثير للاستمتاع به، لكن في وطننا، لا يكاد يوجد مكان للعب، ولا يوجد مكان آمن للعيش فيه».
توضح أسيل، أن حملتي نحن نريد أيضًا أن نلعب لمنح كل طفل فلسطيني مساحة آمنة للعب، بغض النظر عن ظروفهم الاجتماعية أو الاقتصادية.
وعن تأثير فيروس كورونا على حملتها، تستذكر: «بعد أن جمعت أكثر من 25 ألف دولار والشراكة مع ستة منظمات تبرعت بمساحة خالية، بعد انتظار طويل بسبب القصف والبيروقراطية ، وصلت أول دفعة من الألعاب إلى غزة في نوفمبر 2019 لاحقًا، أدى Covid-19 إلى تأخير العمليات مرة أخرى ولكن مؤخرًا  في الأسبوع الماضي تم الانتهاء من المساحة السابعة ، مكتبة ألعاب على الشاطئ!  تقدر أصيل، وفريقها أن أكثر من 200000 طفل وأولياء أمورهم سيستفيدون بشكل مباشر من هذه المرافق الجديدة.
وعن المجتمعات التي استفادت أو تم دعمها من خلال مشروعها، تقول أسيل:»  أدعم الأشخاص الذين نزحوا والمهاجرين الوافدين حديثًا مع التركيز على الأمهات والأطفال والشباب والفنانين الملونين.  تعمل بشكل وثيق بشكل خاص مع الجالية الإسلامية وكذلك المجتمعات الفلسطينية والشرق أوسطية.
ونظرًا لأن أسيل تركز على خلق الوعي وتعزيز الروابط وإضفاء الطابع الإنساني على الخبرات، فإن فوائد عملها غالبًا ما تتجاوز بكثير النتائج الفورية للمشروع، على سبيل المثال عند التفكير في تأثير «نريد أيضًا أن نلعب»، أظهرت الأبحاث أن اللعب يعزز نمو الطفل بأكمله اجتماعيًا ومعرفيًا وجسديًا وعاطفيًا، في الواقع، يعد اللعب عنصرًا حاسمًا في تنمية الطفل الصحية لدرجة أن مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان تعترف باللعب كحق أساسي لكل طفل.
وأردفت: «مع مثل هذا المكون الأساسي لتنمية الأطفال الذي يتعذر في كثير من الأحيان الوصول إليه لأطفال الحرب والاحتلال، غالبًا ما تتراكم الآثار على الأطفال الفلسطينيين في مرحلة البلوغ، نحن نريد أيضًا أن نلعب يهدف إلى مواجهة هذه التأثيرات والتأثير بشكل إيجابي على الجيل القادم من الأطفال في غزة».
وتطمح أسيل، إلى «تغيير العالم، مشروع واحد في كل مرة»، هذا بعض التأثير.