دعا راعي الأبرشية المارونية في أستراليا المطران أنطوان شربل طربيه اللبنانيين مقيمين ومغتربين الى عدم تغليب اليأس رغم ما يمرّ به لبنان من صعوبات. وأثنى على المساعدات التي يقدّمها الإغتراب لأهله المقيمين ودعا الأفرقاء السياسيين في لبنان أن يشعروا أن الوطن ينهار: «فلا تفرّطوا بوطن أعطانا إياه الله هدية».
جاء ذلك خلال زيارة قام بها طربيه الى مكاتب المؤسسة الإعلامية أمس الثلاثاء حيث استقبله رئيس مجلس الادارة والي وهبة وأسرة المؤسسة: المدير العام ريمي وهبة ورئيس تحرير «التلغراف» أنطوان القزي ورجل الاعمال راي حنا.
وأعلن طربيه خلال اللقاء عن إطلاق مشروع إنساني بالتنسيق مع كاريتاس لبنان لمساعدة العائلات المسيحية التي أصبحت تحت خط الفقر وسيطلق المشروع وتفاصيله قريباً.
وفي حديث الى «التلغراف» رأى المطران طربيه «أن الوضع في لبنان صعب ويزداد خطورة والمرحلة غامضة ، وتوقّع أن يكون العام المقبل أسوأ من الحالي، لأنه في ظلّ الفساد المستشري يبقى الإصلاح صعباً، خاصة أن هناك حُماة للفاسدين من الداخل والخارج، فهناك مجموعة من السياسيين فضلوا مصالحهم الشخصية على المصلحة العامة، وهناك تكاذب لا حدود له، كما أن هناك اشخاصاً تُوجّه اليهم أصابع الإتهام أكثر من سواهم. والمؤسف أن القيادات تتصرّف وكأن شيئاً لم يكن، في حين أن السقف ينهار أمام أعينهم…ولهؤلاء نقول: «وما من ظالم إلا ويُبلى بأظلم».
وعن مشاهداته في زيارته الأخيرة الى لبنان، قال طربيه: «للمرّة الأولى خلال زياراتي العديدة الى لبنان أعود بحزنٍ كبير، ومَن يرى ألم الناس ومعاناتهم ومن يشاهد بأم العين غير مَن يسمع. البلد ينهار ولا كيان للمؤسسات، والبطالة مستشرية والمستشفيات بلا أدوية، حتى البانادول أصابه التقنين القاسي، وكذلك الصيدليات تكاد تفرغ، والسوبر ماركت خالية من معظم السلع، والهجرة غير طبيعية، ولولا الكورونا في دول الهجرة لكان فرغ لبنان من سكانه».
ويضيف طربيه: «بالنسبة لنا نحن كقيّمين على لبنان، فإن مسؤولياتنا مضاعفة، ولا يجب أن نستقيل من هذه المسؤوليات، وعلينا ألّا نيأس لسببين: أوّلاً، إن بلادنا هي بلاد القديسين، وثانياً الإعتماد على مبادرات اللبنانيين في الخارج كي يستمرّوا في مساعدة العائلات بطريقة منظمة لتقطيع هذه المرحلة وهم لم يقصّروا في ذلك، لأن المهم هو المحافظة على وجودنا وألّا نتخلّى عنه لأن الإستسلام هو مرض قاتل وعلينا ألّا نترك بلدنا الذي أعطانا إياه الله هدية. من هنا سنطلق قريباً بالتعاون مع كاريتاس لبنان مبادرة لمساعدة العائلات المسيحية التي هي دون خط الفقر وهي تزداد كل يوم ويبلغ عددها 20 ألف عائلة. وقد زوّدتنا كاريتاس بمعلومات عن هذه العائلات وأماكن تواجدها، وسنطلق قريباً جداً حملة مع مطارنة الإغتراب باتجاه هذه العائلات عبر مساعدة شهرية قيمتها 50 دولاراّ للعائلة الواحدة أي 600 دولار سنويا، ويتم تحويل الأموال الى كاريتاس لبنان وهي تتولى المساعدة على الأرض.وأنا كمطران أبرشية أستراليا، أضع أمامي هدفاً هو مساعدة 500 عائلة كخطوة أولى، على أمل الوصول الى ألف عائلة تحت شعار موجّه الى كلّ مغترب يقول: «تبنَّ عائلة لبنانية».
فالناس ليسوا فقط بحاجة الى طعام بل الى أدوية ومازوت وكساء وغير ذلك».

رسالة الأعياد

وبمناسبة حلول الأعياد المباركة، وجّه طربيه رسالة الى اللبنانيين مقيمين ومغتربين عبر «التلغراف»، قال فيها: «أن العيد هو مناسبة لمعايدة القريبين والبعيدين، ومشاركة في الفرح، وأجمل ما في العيد هو تحويل حزن الإنسان الى فرح والحقد والغضب الى محبة، والخلاف الى سلام وكل ما تعلمناه من كلمة الله الذي صار إنساناً وهو سيدنا يسوع المسيح. لذلك علينا ألّا نعيّد وحدنا، بل أن نشرك الجميع معنا وخاصة المتألمين في لبنان والشرق الأوسط، وهكذا يحمل العيد رسالته الإنسانية وننطلق لتسبيح الله خالق السماوات والأرض».
وتابع طربيه: «وبمناسبة الأعياد أيضاً، اوجّه شكراً كبيراً لوسائل الإعلام التي تنقل أخبار العيد وتوصلها الى كل بيت وإنسان، وأتمنى عليها نقل الأخبار التي تتضمّن الرجاء والأمل للناس ليكونوا موضوعها الأساسي. وأن تكون كل وسيلة إعلامية محطة رجاء ونقل للحقيقة وجمع وتقريب الناس لبناء مجتمع أفضل. و شكري للإعلام لأنه يحمل رسالة لبنان الى المقيمين والمغتربين ويحمل همومهم، آلامهم وأوجاعهم الى كل العالم.هذه الرسالة النبيلة تساهم الى حدّ كبير في تضامن العالم مع لبنان وتضامن اللبنانيين مع أهلهم في لبنان.. ولهم جميعاً كل الشكر».