أقيم حفل إفتتاحي لمؤسسة (صوت الفنان الاسترالي العربي) التي أسسها الفنان المخضرم محمد شريف.. وحضرها عدد كبير من المهتمّين.. وعرف الحفل الإعلاميتان المتألقتان علا بياض وندى مسكي وشاركت في البرنامج الفني الفنانتان كاديا وسهى غريب.
طلب مني ان ألقي كلمة عن الفن والموسيقى والآداب.. وكانت هذه كلمتي:
الأدب هو الحافظ للقيم الثابتة في الانسان والأمة.. والفن هو الآلية الحية القوية التي تحمل الأدب خلال الزمان والمكان.. فان الادب والفن متحدان.. والآداب المتقدمة تعاصر فنون كبرى. إن الفن والأدب جنون.. واهلاً بكم الليلة مع حكايات من اهل الفن والموسيقى.

عزة نفس الفنان

أولها عن الفنان العريق كامل الخلعي.. سردها الأديب الكبير توفيق الحكيم:
كان الفنان الكبير الخلعي في أوج مجده.. كان قمة في الفن الموسيقي وله كتاب ينم عن علمه الغزير بالموسيقى.
عرفه الشيخ سلامة حجازي وصادقه.. وذات مرة رآه وقد طرح عوده وهو حاملاً صندوقاً لمسح الأحذية في المقهى.
ناداه الشيخ سلامة وقال له:
جرى إيه يا كامل ؟ وأراد ان يعطيه مبلغاً من المال.. وقال الفنان العجيب الخلعي وكأنه لا يعرفه..
تعريفة واحدة ثمن المسحة فقط. ورفض أخذ المال.. ومسح له حذاءه ومضى رافعاً رأسه معتزاً بنفسه.. هكذا هو الفنان المعتز بفنه.
وقال الشاعر كامل الشناوي:
أنا لن أشكو ففي الشكوى إنحناء.. فانا نبض عروقي كبرياء.

سيمفونية الكرنك

أنا أحب سماع السيمفونية العربية أغنية الكرنك للموسيقار عبد الوهاب.. وهي في نظري أعظم أغنية وموسيقى في تاريخ الموسيقى العربية. كانت دائماً المنافسة بين عبد الوهاب وفريد الأطرش عن من هو موسيقار العرب الأول.. هل هو عبد الوهاب أم فريد؟
ولما سمع فريد أغنية الكرنك قال عن عظمتها: لقد إنتهى السباق بيني وبين عبد الوهاب.. فعبد الوهاب هو موسيقار العرب الأول.
وأغنية الكرنك مسجلة عندي بصوت ملحن أغاني كلثوم الموسيقار رياض السنباطي.
لما كان الملحن محمد الموجي الذي لحن قارئة الفنجان لعبد الحليم يستمع لعبد الوهاب وأغنية الكرنك كان يقف إجلالاً لعبد الوهاب.

عبد المطلب من السيدة لسيدنا الحسين

كان من المتوقع ان يغني عبد المطلب بالأوبرا في القاهرة لأول مرة وكان حدثاً كبيراً له.. ولما فُتح الستار وظهر عبد المطلب مع الفرقة الموسيقية.. وأراد ان يغني إختنق ولم يطلع صوته.
حاول وحاول ولكن أخفق وخانه الصوت.. إنهمرت دموعه.. وأخذ يبكي ولم يغنِّ.
عرضوه على أطباء وقالوا ان هناك شللاً بالأحبال الصوتية.. وليس هناك أي أمل في شفاءه.
لم ييأس عبد المطلب.. وأخذ يصلي صلاة الفجر ويمشي كل يوم من حي السيدة زينب الى حي الحسين طالباً من الله ان يشفيه.. وفعلاً شفي بقدرة الله الإعجازية وألّف أغنية ساكن في حي السيدة وحبيبي ساكن في الحسين.. وغناها لأول مرة في الأوبرا المصرية.

جمال صوت فريد الأطرش

في حفل لفريد الأطرش راح شخص قبيح الصوت يتكلم وفريد يغني.. حتى ان هذا الشخص أزعج الجالسين من كثرة كلامه.
تضايق جاره وصرخ فيه: أسكت.
وإلتفت صاحب الصوت المزعج وكان غليظ الوجه قوي البنيان وقال له في حدة:
بتقول لمين أسكت وليه؟
فقال الجار وقد جف حلقه من الخوف:
بقول لفريد الأطرش لأنه بيحرمني من لذة الاستماع الى صوتك العذب.

أم كلثوم وأهل الهوى

بينما كانت ام كلثوم تغني أغنية أهل الهوى.. وفي عز الغناء إقتحم الصالة أحد أصدقائها.. واتجه الى مقعده في الصف الاول مما لفت أنظار المستمعين: كانت ام كلثوم تكره جداً ان يحضر احد بعد بدء الغناء.
أرادت ان تعاقب صديقها.. وكان قصير القامة جداً.. إنتهزت ام كلثوم الفرصة وراحت تسخر منه بالمقطع الذي يقول: يطولوك يا ليل ويقصروك يا ليل.
وكانت تشير الى ذلك الشخص بيديها.. بينما قبع في مقعده خجلاً من حملقة المستمعين وسخرية أم كلثوم.
هنا صاح أحد المستمعين وقال: كفاية بقى حتقصريه أكثر من كدة ايه!