سنة أولى جوع !
أنطوان القزي
كان الخبر الأول على الشاشات والإذاعات اللبنانية في اليومين الأخيرين:” رئيس الجمهورية يتقبّل رسائل تهنئة من ملوك ورؤساء العالم بمناسبة الذكرى 77 لاستقلال لبنان”.
نلاحظ أن الرقم هو سبعتان 77 ما يعني علامة النصر مضاعفة.
وفي الأخبار الداخلية سلسلة أخبار تجسّد الهزائم الإنسانية والإجتماعية والمعيشية، وتقارير عن الجوع والفساد والشخصانية القاتلة لدى السياسيين التي قتلت مواطنيهم.
في ذكرى الاستقلال يخبروننا عن استحقاق عالق مأزوم لتأليف حكومة جديدة أصيب مسارها تأليفها بالشلل التام إذ انكشفت في الأيام الأخيرة متاريس سياسية بين المولجين تأليفها.
يزفّون إلينا خبراً صدمة مع انهاء شركة “الفاريز ومارسال” للتدقيق الجنائي اتفاقها مع وزارة المال اللبنانية للتدقيق في حسابات مصرف لبنان في ما يعتبر سحباً للثقة بالدولة اللبنانية ونهاية للتدقيق الجنائي.
ويخبروننا في اليوم عينه عن احتمال توقف مفاوضات ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل في الناقورة.
ولا يخبروننا ما الذي جرى في مرفأ بيروت في 4 آب 2020.
كما يعلنون أن لا عرضاً عسكرياً هذا العام وأن “عنزة الإستقلال” لن تخرج من حظيرتها لتشارك في الإحتفال.
في عيد استقلالنا السابع والسبعين يحجزنا الكورونا في البيوت ومن يستطيع الخروج لا يملك ثمن “تنكة” بنزين ويحجزنا السياسيون في صنوف الفاقة والعوز.. والبلاد التي أعطت مايكل دبغي ليركع رئيس أميركي أمام قبره ليخلفه رئيس أميركي يركّع أبناء وطن مايكل دبغي بسيف العقوبات.
من يحتفل بالإسقلال؟، هل هو المواطن الواقف أمام المصرف يشحذ دولاراً من عرق جبينه، أم التلميذ المحروم من مدرسة مقفلة، أم صاحب الصيدلية المقفلة بسبب انقطاع الدواء؟!.
في عيد استقلاله، يستغيث الوطن المستقل بالوطن الذي كان ينتدبه ليخرجه من ” نفق الاستقلال”!.
شكراً لزعماء العالم الذين يهنئوننا بذكرى الإستقلال وهم لا يعلمون أن الشعب اللبناني يحتفل بذكرى سنة أولى جوع؟!.