أنطوان القزي
بعد عناقيد الغضب التي ما زال اللبنانون يستطعمون مرارتها حتى اليوم ها نحن نقف أمام عنقود التطبيع “حبّة حبّة” إذ وافقت السودان يوم الجمعة الماضي غلى التطبيع مع إسرائيل واللحاق بأخواتها الخليجيات!.
وبعدما أعلنت كل من الإمارات والبحرين أن التطبيع مع إسرائيل هو مشروط بعدم إقامة مستعمرات جديدة.. قرأنا منذ يومين أن اسرائيل وافقت يوم الأربعاء، للمرة الأولى منذ توقيع الاتفاقين مع أبوظبي والمنامة، على بناء آلاف الوحدات الاستيطانية الجديدة في أنحاء متفرقة من الضفة الغربية المحتلة وبعد ثمانية أشهر على تجميد النشاط ا لاستيطاني.. ومن لا يصدّق فليشغّل الغوغل؟
ربّما كان مطلوباً أن يتمّ تدمير مرفأ بيروت كي يصبح انتقال الأشفاء الخليجيين سلساً وشرعياً الى مرفأ حيفا.
هل قرأتم عن قطار الحجاز ( الصورة)الذي افتتح عام 1908 بين دمشق وعمّان والمدينة المنورة لربط مناطق مختلفة من الدولة العثمانية.
وهل قرأتم عن خط السكّة الحديد الذي كان يربط مرافئء المدن الساحلية اللبنانية بمدينة حمص الس ورية مروراً بمحطة رياق وصولاً الى العراق.
على أنقاض هذين الخطّين ينطلق في الأيام القليلة المقبلة قطار يربط ميناء حيفا بدول الخليج ، وعلى أكتاف عرب حيفا الجدد سيحقّق الإقتصاد الإسرائيلي نهضة غير مسبوقة. تماماً كما حقّق الإقتصاد اللبناني انهياراً غير مسبوق بإرادة وتصميم المسؤولين اللبنانيين.
مبروك لمنتجعات نهاريا ولفنادق إيلات وتل أبيب وروّاد بحيرة طبريا والبحر الميت بـأصحاب العباءات والكوفيات الخليجية الذين كانوا يملأون شوارع بيروت يوماً.
مبروك لمطار بن غوريون وهو يستقبل 27 رحلة أسبوعياً من دولة الإمارات وحدها؟!.
وربّما كان ناجعاً ومفيداً للمتربّصين بلبنان أن يتمترس الشيعة خلف حقيبة المالية وفريق من المسيحيين خلف وزارة الطاقة والسنّة خلف حقيبة الداخلية ليبقى لبنان تائهاً في هوّة الفراغ.
أين دوحة عرمون القطرية، أين بحمدون الكويتية ، أين برمانا السعودية وحمانا الإماراتية، أين اللبنانيين من لبنانهم؟!.
وتحت عنوان “عرب حيفا ويهود بيروت” يشق قطار الشرق السريع طريقه إلى أماكن كانت محرّمة عليه بعدما بيعت خطوط السكة الحديد اللبنانية في سوق الخردة!.