أنطوان القزي
أعرف كم كان نضالكم قاسياً ومريراً، وأعرف كم تحملتم من إهانات وكم تعرضتم للرفس واللكم واللطم.
اعرف ان منكم مَن فقد عينه أو خسر رجله أو عانى من أعقاب البنادق،
بالله عليكم، ورغم تضحياتكم،غيِروا ثورتكم
أقولها بمَونة المحبة والتقدير، وبقلبٍ يعتصر مرارة.. لقد عشتم الجحيم قبل أن يخبرنا رئيس الجمهورية أننا ذاهبون الى جهنم!
حان لكم أيها الثوار أن تنتظموا وتتحدوا، فبين 17 تشرين الاول 2019 و17 تشرين الاول 2020 انتقل البلد من إفلاس غير مُعلن، الى افلاس مُعلن وثابت ومعه الذل للمواطنين
– وزادت نسبة الفقراء من 28 % الى 55 %. ومع المؤشرات المتوفرة، سيواصل عدد الفقراء في النمو باضطراد في الاشهر القليلة المقبلة.
– وانخفض حجم الاحتياطي في مصرف لبنان من 30 مليار دولار الى حوالى 18 مليار دولارو
– إنكمش حجم الناتج المحلي من 55 مليار دولار الى حوالى 31 مليار دولار.
– ارتفع سعر صرف الدولار الى 8 آلاف ليرة حاليّاً والحبل على الجرّار.
– توقفت المصارف عن دفع أي دولار، وتحولت الودائع إلى «لولار».
– وصل معدل التضخّم الى حوالى 100 %، وهو مرشح للارتفاع بسرعة أكبر اذا رفع الدعم.
– ارتفع عدد العاطلين عن العمل حوالى 150 الف موظف سابق. وأغلقت 20 % من المؤسسات ابوابها، ومع قرار تقييد السحوبات بالليرة سيرتفع عدد المؤسسات التي ستنهار، وسيزيد عدد العاطلين عن العمل.
بين 17 تشرين الاول 2019 و17 تشرين الاول 2020
شهدت الانتفاضة خلال عام موجة غير مسبوقة من الاعتقالات والتوقيفات التي بلغ عددها، 1175 حالة من 17 أكتوبر (تشرين الأول) 2019 حتى 30 يونيو (حزيران) 2020.
وأنّ معظم التوقيفات كانت بشكل جماعي وخلال المظاهرات، وأنّه حتى اللحظة لا يزال هناك 5 أشخاص موقوفين على خلفية مظاهرات حصلت في أبريل (نيسان) الماضي في طرابلس.
أما حالات الاعتداء على المتظاهرين فقد بلغ عددها 1240 اعتداءً على أيدي عناصر أمنية أو مدنيين موالين للأحزاب أو حتى مرافقي سياسيين.
ويُضاف إلى هذه الأعداد 20 حالة توقيف قامت بها العناصر الأمنية في مظاهرة 8 أغسطس (آب) والتي جاءت عقب انفجار المرفأ، فضلاً عن أكثر من 700 اعتداء على المتظاهرين في هذا اليوم…
وتضاعف عدد العاطلين عن العمل من نحو مليون شخص في العام الماضي إلى أكثر من مليونين حالياً..
أيها الثوار، رحمة بتضحياتكم، لا تخذلوا اندفاع اللبنانيين خلفكم في الإقامة والإغتراب، لا تحبطوا حراك بعلبك وحاصبيا والنبطية وكفرمان وصيدا وصور، لا تضيّعوا ما أنجزه مناضلو ساحة النور في طرابلس والرينغ ورياض الصلح وجل الديب وانطلياس وزحلة.
أيها الثوار ، رغم كل بطولاتكم، لم يتزحزح مسؤول عن كرسيه.. المطلوب منكم أن تزلزلوا الأرض تحت كراسيهم.. وحتى يحصل ذلك بدّلوا ثورتكم..أعني “غيّروا التكتيك”