أنطوان القزي

 

زميلنا هاني الترك تستهويه دائماّ الأخبار المتعلقة بالنساء، وللناحية الجنسية في أخباره حيّز دائم في كل عدد تصريحاّ أو تلميحاً، صحيح أننا طالما اختلفنا مع الزميل الترك  حول اختياره هذه المواضيع في السابق، لكن التعليقات التي يتلقاها أثبتت أن القرّاء يهوون هذا النوع من الأخبار.

 

فقد فاجأني هاني منذ أسبوعين عندما كتب خبراً عن نجاة فتاة من سمكة قرش على الشاطئ الشمالي لنيو ساوث ويلز وهو الذي لا يحب أخبار أسماك القرش. ولدى قراءتي الخبر اتصلت بهاني قائلاً :” شو عدا ما بدا حتى كتبت اليوم عن القرش فكل أسبوعين منذ عشرات السنين هناك اعتداء لسمكة قرش على مواطن استرالي وانت لا تهتم بذلك” ؟ وما كدت أنهي كلامي حتى سارع هاني وأجابني:” ألم تلاحظ ان الضحية هذة المرّة كانت  فتاة”؟ وضحك ضحكة طويلة ، قلت له:” آه كم أنني غبي، كان يجب أن أفهم ذلك دون أن أسألك فأنت اختصاصي في أخبار النساء في “التلغراف” .

ومناسبة هذا الكلام م هو أن عناوين الأخبار يوم الجمعة كانت كلّها عن نائب رئيسة الحكومة في الولاية جون باريلارو وأن الشرطة قبضت عليه وهو قد تجاوز السرعة، وكانت الشرطة قد سطّرت بحقّه عدة مخالفات في السابق منها التحدث على الهاتف أثناء القيادة،وهو عندما سيدفع الغرامات المترتبة عليه سيفقد رخصة القيادة.

لم أعثر بين أخبار هاني المترجمة على هذا الخبر إلى أن اكشتفت أنه وجد خبراً أهم منه انصرف الى ترجمته مفضّلاَ البكيني على باريلارو، يقول الخبر:”

 

“أعطى حارس مجمع سكني فيه بركة سباحة أمراً الى إحدى المقيمات فيه وتدعى كريستي ميلر التي كانت ترتدي البكيني بنغطية جسدها استناداً الى قواعد الاقامة في المجمع وأشار إليها ان إرتداء البيكيني ممنوع. لكنها رفضت ذلك وقالت انها تدفع أجرة الشقة في المجمع 600 دولار أسبوعياً ولا تريد حارساً من خلفية شرق أوسطية أن يأمرها بما يريد.

وقد اشتد الشجار حين إنضم مستأجرون آخرون الى جانب ميلر وأرسلوا شكوى الى إدارة المجمع، وأنحوا باللائمة على الاختلاف الثقافي الذي دفع الحارس الى مضايقة النساء وقالت ميلر :”ان هذه هي استراليا وليست بلداً لا يؤمن بالحريات”..إنتهى

..قلت لصديقي  هاني  :” يبدو ان البكيني يشغلك هذه الأيام”، ” قال :”العدل جميل ، تحدثنا كثيراًفي الماضي عن البوركيني  يوم أنزلوه الى الأسواق، فلا ضير اذا تحدثنا اليوم عن البكيني”.

..واذا خرجنا من جو المزاح مع الصديق هاني الترك ، نرى أن هذه الحادثة  تحتاج الى التوقف عندها والتأمل وان اختلاف الثقافات لا يمحوه كلام على الورق، والأهم أن الحارس ليس مكانه في ذلك المكان لأن مَن لديه عينُ ضيّقة يجب إبعاده عن بُرك السباحة .. وعن السابِحات.