تراوحت ردات فعل سكان ملبورن تجاه رفع حظر التجول ما بين التاسعة مساء والخامسة فجرا، ما بين متحمس وغير مبال.

ففي حين سنحت الفرصة لبعضهم بأخذ كلابهم للتجول في وقت متأخر من الليل، صرح آخرون بأنهم لم يشعروا بأي تغيير، إذ أنه لن يكون بامكانهم زيارة أصدقائهم أو الابتعاد عن منازلهم لأكثر من 5 كيلومترات.

وقد عبر الموظف المسائي في «ساوث ملبورن» لتقنيات الانترنت «بروس فريشووتر» عن سعادته الكبيرة لانه سيصبح بإمكانه استئناف نظامه الذي كان معتادا عليه قبل الحظر، اذ سيتمكن من الدوران عدة مرات بدراجته لمسافة ثلاثين كيلومترا حول «البيرت بارك لايك» بعد العاشرة مساء، لثلاث أو أربع مرات في الأسبوع.

كما وقال السيد «فريشووتر» البالغ من العمر 47 عاما، والذي كان يعمل من منزله منذ آذار، أنه بعد أن أغلق الجيمنازيوم والمسبح اللذان كان يرتادهما، اتخذ ركوب الدراجة وسيلة للخروج من المنزل لمدة ساعة، قبل العاشرة مساء.

وأضاف: « المكان هادىء، لا يوجد أحد هنا، لا كلاب ولا أطفال ولا حتى ازدحام يثير القلق».

فقد كان في كثير من الأحيان يذهب للتسوق عند الساعة الحادية عشر، لذلك بدا الأمر وكأنه تشبث بالحالة الطبيعية واستراتيجية مواجهة خلال الجائحة.

ثم قال: «لقد فرض حظر التجول فجأة فأجبرت على القيام بالتمارين بنفس الوقت الذي يتمرن به الآخرون، اعتبارا من الساعة السادسة والنصف أو السابعة».

«لقد بدا ذلك غريبا بالنسبة لي لأنني صرت أجد أناسا أكثر وضجيجا أكبر، لقد كان التمرين أقل أماناً خلال النهار مما كان عليه عند الليل حيث الهدوء».

كما وذكر بأن معظم الناس لم يبدو عليهم الانزعاج من الحظر، «أما بالنسبة لي فقد كان هذا الجانب الأكثر إزعاجا في المرحلة الرابعة، إنني سعيد جدا بعودة الأمور كما كانت».

«اعتقد بأن جزءا مني يشعر وكأنه طفل صغيرطلب منه الذهاب إلى الفراش في وقت محدد من الليل».

وقد انهالت التعليقات بعد أن قامت عضو حزب الأحرار ومالكة مقهى «مورنينغتون بينينسولا» السيدة «ميتشيل لوايلو» يوم الإثنين برفع دعوى قضائية ضد نائب مسؤول الصحة العامة «ميتشل جيلس».

وقد ادعت السيدة «لوايلو» أمام المحكمة العليا في ولاية فيكتوريا أن حظر التجول لا يتناسب مع حقوق الإنسان ويشكل انتهاكا لها.

يشار إلى أنه قد تم فرض حظر التجول في الثاني من آب، يوميا من الثامنة مساء وحتى الخامسة صباحا، ثم تم تغيير ساعات الحظر في الرابع عشر من آب لتصبح ما بين التاسعة مساء والخامسة صباحا.

وكان قد ألغى الحظر رئيس الوزراء «دانييل اندروز» يوم الأحد.

وقد اختلفت رادت فعل القراء فيما يتعلق بحريتهم الليلية الجديدة، اذ قال احدهم أنه ينوي بعد رفع الحظر « أن يذهب للتجول عند الساعة الحادية عشرة مع جميع أفراد أسرته (خلال مدة الساعتين التي يسمح لهم خلالهما بالتمرن ضمن مسافة تبعد 5 كيلومترات عن المنزل)، ومن ثم الذهاب إلى ماكدونلدز لتناول كوب من القهوة في طريقة عودتهم».

بينما قال آخر: « ما زال ليس بامكاننا ترك منازلنا لأكثر من ساعتين ولا زيارة الأهل والأصدقاء، إضافة إلى أن كل الاماكن لا تزال مغلقة، حتى مكان عملي، لذلك فان هذه الخطوة تعتبر دون جدوى بل وانها لن تغير أي شيء».

وعلق مشارك آخر يدعى «ديفيد» قائلا أن رفع الحظر لم يقدم له أي أمر جديد، « إن القيود الأخرى لا زالت تعيق النشاط الطبيعي، لذلك فان رفع الحظر ليس له أي تأثير فعلي، بل هو قرار سياسي، مع العلم أنه من المرجح جدا أن يعلق العمل به باعتباره أمرا غير قانوني».

وأضاف: «حتى حين السماح بالزيارات العائلية و رفع قيود مسافة الكيلومترات الخمس وامكانية فتح المطاعم والمقاهي والنوادي الليلية، لن يتغير أي شيء سوى أنني لن أتلقى غرامة مالية لبقائي على الرصيف أمام منزلي عند الساعة التاسعة الا دقيقة مساء.»