قال طبيب نفسي، إن مؤسس موقع ويكيليكس، الأسترالي جوليان أسانج يستعد لقتل نفسه في السجن بعد سماعه أصواتًا في رأسه تقول: «نحن قادمون للحصول عليك».
وأضاف البروفيسور مايكل كوبلمان، إن أسانج (49 عامًا) كان لديه تاريخ من الاكتئاب وعانى من هلوسة سمعية، واصفًا إياه بأنه «معرض لخطر الانتحار».
وأشار إلى أن أسانج بدأ في الاستعدادات لإنهاء حياته بما في ذلك الاعتراف لقس كاثوليكي، وصياغة رسائل وداع لعائلته وصياغة وصية.
وأسانج مطلوب في الولايات المتحدة بتهمة التآمر مع محلل استخبارات الجيش تشيلسي مانينج للكشف عن أسرار عسكرية بين يناير ومايو 2010.
ويسعى أسانج لمنع تسليمه إلى الولايات المتحدة، حيث يواجه لائحة اتهام من 18 تهمة تزعم وجود مؤامرة لاختراق أجهزة الكمبيوتر، والتآمر للحصول على معلومات الدفاع الوطني والكشف عنها.
وقال البروفسور كوبيلمان أمام محكمة «أولد بيلي» الثلاثاء، إنه زار أسانج حوالي 20 مرة في سجن بيلمارش شديد الحراسة، حيث يحتجز رهن التحقيق.
وأضاف: «لقد أبلغ عن هلوسة سمعية، كانت عبارة عن أصوات داخل رأسه أو خارجه، وهلوسة جسدية، وتجارب جسدية مضحكة، اختفت الآن».
وأشار إلى أنه «لديه أيضًا تاريخ طويل من الهلوسة الموسيقية، والتي ربما تكون ظاهرة منفصلة، والتي تفاقمت عندما كان في السجن».
وتابع: «الأصوات هي أشياء مثل، أنت غبار، أنت ميت، نحن قادمون لنأخذك. إنهم مهينون ومضطهدون». وأضاف: «يبدو أنها تضاءلت. بعد ذلك، تقلصت الهلوسة الموسيقية واختفت الهلوسة الجسدية».
ومضى البروفيسور كوبيلمان شارحًا: «خطر الانتحار ينشأ من عوامل سريرية … لكن اقتراب التسليم أو التسليم الفعلي هو الذي سيطلق المحاولة، في رأيي».
قال البروفيسور إن الجمع بين اكتئاب أسانج وASD (اضطراب طيف التوحد) تسبب في «اجترار هوس تقريبًا» حول هذا الموضوع.
وأضاف: «لقد وضع خططًا مختلفة وخضع لتحضيرات مختلفة، مثل الاعتراف لكاهن كاثوليكي، وبدأ بصياغة رسائل وداع لأفراد الأسرة والأصدقاء المقربين، وقد وضع وصية. الاستعدادات المختلفة في المكان».
لكن جيمس لويس كيو سي، ممثل الحكومة الأمريكية قال إن البروفيسور كوبيلمان «اعتمد على مزاعم أسانج بأنه تم وضعه في الحبس الانفرادي بعد أن عثر حراس السجن على شفرة حلاقة في كومة من الملابس الداخلية في زنزانته، بالإضافة إلى حادثة أخرى تم فيها وضع حبلين».
وأخبر المحكمة أن أسانج لديه استعداد وراثي للاكتئاب وعانى من عدد من النوبات، بما في ذلك أثناء وجوده في سفارة الإكوادور في لندن، حيث مكث لمدة سبع سنوات تقريبًا.
قال البروفيسور كوبيلمان، إن أسانج كان مكتئبًا «بالتأكيد طوال الوقت الذي كنت أراه فيه».
وأضاف: «لقد تذبذب بعض الشيء، وشهيته متقلبة، وكان يعاني من مشاكل مستمرة في النوم، وحالته المزاجية أسوأ في الساعات الأولى من الصباح باستمرار»، وفق ما نقلته صحيفة «ديلي ميل».
واستمعت المحكمة إلى أن أسانج مصاب «بالاكتئاب الشديد» في ديسمبر من العام الماضي بأنه «مكتئب بشكل معتدل» بحلول فبراير ومارس من هذا العام، وأصبح أكثر حدة خلال إغلاق كوفيد ? 19.
وقال البروفسور كوبيلمان، إن أسانج كان «مكتئبًا بشدة عندما كان في زنزانة منعزلة». وأشار إلى أنه يتناول أدوية لعلاج الاكتئاب والذهان وعانى من أعراض جسدية، بما في ذلك فقدان الشهية ومشاكل في النوم.
وتابع أمام المحكمة: «كان السيد أسانج مترددًا جدًا في الحديث عن أفكاره وخططه الانتحارية لأنه كان يخشى أن يتم وضعه تحت المراقبة أو العزلة المستمرة».
وذكر أن محاولات الانتحار السابقة أبلغ عنها أسانج بنفسه. وقال إن أسانج قرأ المجلات الطبية مثل «نيتشر» و «نيو ساينتست» من أجل المبالغة في الأعراض النفسية التي يعاني منها، والتي قال إن الأشخاص في السجن قد يفعلونها.
وأوضح أن أسانج «أبلغ عن تجربة قريبة من الموت وتساءل عما إذا كانت وكالة المخابرات المركزية ستجد طريقة لإيقاعه أو العبث برأسه» التي قال إنها «قد تكون أو لا» مصابة بجنون العظمة.
أبلغ كوبيلمان عن محادثة أجراها مع صديقة أسانج القديمة، أستاذة جامعة ملبورن سوليت دريفوس. قال: «أخبرتني أنه سينتحر ثم (هي) على الفور انفجرت بالبكاء. هذا ما أقنعني».
وقال المحامي الأمريكي إن اكتئاب أسانج لم يمنعه من التحدث علنًا أو العمل في ويكيليكس أو «تقديم برنامج تلفزيوني يسمى برنامج جوليان أسانج لقناة روسيا اليوم».
قال البروفيسور كوبيلمان إن أسانج «لم يكن يتحدث أمام الجمهور في الوقت الذي قلت فيه إنه مكتئب».
تابع: «إنه يعتقد كقائد أنه لا ينبغي أن يظهر الضعف أو المشاكل النفسية وكان قلقًا من أنه سينتهي به الأمر في مزيد من العزلة على المراقبة المستمرة ولم يرغب في ذلك».
وأوضح: «عندما كنت أذهب لزيارته كان ينام كثيرًا. كان يتحدث ببطء وبهدوء حتى لا أسمع. سيكافح مع ذاكرته وهي تنتقل من موضوع إلى آخر».