أنطوان القزي
في 4 أيلول سبتمير سنة 2015، عثر شرطي تركي على جثة طفل سوري كردي لم يتجاوز الثالثة من العمر )، لفظته الأمواج بعد غرق المركب الذي كان يقلّه مع والدته وأخيه بعدما كان يحاول الوصول الى اليونان هرباُ من مدينة عين العرب (كوباني) السورية الكردية على الحدود التركية.، إنه الطفل إيلان الذي أصبح ولا يزال رمزاً للمأساة الإنسانية ومعاناة لاجئي القوارب.
وسنة 2017، طبعت فنلندا صورة الطفل إيلان على عملتها الوطنية، وفي شهر شباط فبراير سنة 2019 سُمّيت سفينة إنقاذ ألمانية تنشط في البحر المتوسط على إسم إيلان.
ويوم الجمعة 18 أيلول الجاري، إنتشلت وحدة الإنقاذ البحري في الدفاع المدني اللبناني الطفل قبالة ساحل البترون جثة الطفل محمد نظير محمد (20 شهرا) ( الصورة )، التي تعرّف عليها جد الطفل الذي أكد أن الجثة تعود إلى حفيده، وأنه تعرف عليها رغم أنها مشوهة، من مواصفات الكفن، حيث كان ابنه قد أبلغه بأنه كفن طفله ببنطال جينز أسود وحزام أبيض».
كان الطفل محمد على متن «عبّارة الموت»، ولا تزال أخبار هذه العبّارة التي نقلت 73 مهاجرا الى قبرص من مختلف الأعمار تحمل مزيداً من المآسي لعدد كبير من العائلات اللبنانية.
إيلان الكردي، سلخته عن أرضه حرب الآخرين الذين تنازعوا مدينته بدءاً من”داعش” الى الأتراك وسواهم.
أما محمد اللبناني، فسلخه عن أرضه ظلم ذوي القربى من مسؤولي بلاده وجشعهم وإفلاسهم الأخلاقي.. وهل يكون مسؤولو لبنان أسوأ من تنظيم “داعش” بحق أطفال وطنهم؟!.
اللبنانيون الذين جعلهم حكّامهم هاربين من “سفينة الجوع” الكبرى في البرّ الى “عبّارة الموت” في البحر.. ماذا ينتظرون بعدما استهلكوا كل أنواع الشجب والغضب الإستنكار؟!.
ألا يجب أن تسبق عقوبات الشعب اللبناني عقوبات الأميركيين والأوروبيين ليقتصّوا من مسؤوليهم؟.
أليس من الأفضل أن يأخذ اللبنانيون حقهم بأيديهم وينتقموا من الذين سرقوا أموالهم وجوّعوا عائلاتهم وأغرقوا أطفالهم؟!.
رحمة الله عليك وعلى رفاقك يا “إيلان اللبناني” محمد نظير محمد ، ولعن الله من كان السبب في موتك.