إستفاقت عكّار صباح أمس الأول على فاجعة استشهاد 4 عسكريين من أبنائها، خلال مداهمتهم مع ثلاثة عناصر من مخابرات الشمال، مطلوبين بجريمة كفتون في الكورة كانوا يتحصّنون في احدى الشقق في منطقة جبل البدّاوي.
ووِفق مصادر عسكرية، فإن الحادث المؤسف الذي وقع ليل الأحد الفائت ولفّ عكار بالحزن والأسى، “أتى على خلفية جريمة كفتون – الكورانية الشهر الماضي وراح ضحيتها 3 شبان. فنتيجة للتحقيقات مع الموقوفين فيها، داهمت قوّة من مخابرات الجيش إحدى الشقق في جبل البداوي حيث كان يتواجد فيها خالد التلاوي وأحمد أنس المتّهمان الرئيسيان بتنفيذ الجريمة، ولدى دخول العسكريين الأربعة الى الشقّة، تعرّضوا لإطلاق نار على الرؤوس ما أدى إلى استشهاد ثلاثة منهم وإصابة الرابع إصابة حرجة قبل ان يستشهد لاحقاً. على الأثر، تمّ توقيف (ع.ر) فيما فرّ التلاوي وأنس في سيارة استوليا عليها بقوّة السلاح. واستمرّت المطاردات طيلة مساء الأحد وحتّى ساعات الفجر الأولى من يوم امس، الى ان تمكّنت استخبارات الجيش من محاصرة التلاوي وقتله.
وذكر بيان قيادة الجيش أنّ وحداته طاردت”الخلية الإرهابية التي فرّت من المنطقة باتجاه محلة رشعين ? طريق بنحي عند الساعة 3,30 فجراً، وعمدت إلى تطويق المحلة المذكورة حيث اختبأ الإرهابيون. وخلال العملية أقدم الإرهابي التلاوي على إطلاق النار باتجاه أحد العسكريين الذي ردّ عليه بالمثل، ما أدى إلى مقتله على الفور، وتجري ملاحقة أفراد المجموعة الإرهابية لتوقيفهم”.
ذهول في البدّاوي
منطقة البدّاوي ذُهلت لما جرى، وعاش سكّانها ليلة رعب من أصوات الرصاص والقنابل، وخوف خصوصاً وأنّ ما حصل قد يؤدي إلى “وصم المنطقة بصفة الإرهاب”؛ في حين يؤكّد أهاليها “انتماءهم إلى الدولة اللبنانية والمؤسسات، وفي طليعتها مؤسسة الجيش اللبناني، وإدانة أي عمل يؤدي إلى تعكير صفو السِّلم الأهلي ويعرّض حياة عناصر الجيش والمواطنين للخطر”. ووصف عدد من أبناء المحلة الإرهابي التلاوي بأنه “كان كثير الإنطواء على نفسه وله صلات مع مجموعات مسلّحة في سوريا ما جعل كثيرين يفضّلون عدم الإحتكاك به”. وانتشرت صورة عبر مواقع التواصل الاجتماعي تجمع التّلاوي والشهيد الرقيب لؤي ملحم? في صغرهما من أيام مقاعد الدراسة، وتُظهر أنّهما كانا في نفس الصفّ وتشاء الصدف أنّ الإثنين يتحدّران من عكار ويسكنان في البدّاوي.
من مستشفى طرابلس الحكومي في القبّة، انطلق موكب تشييع شهداء الجيش، وشقّ طريقه نحو القرى والبلدات العكّارية التي يتحدّر منها العسكريون الأربعة وهم:
المعاون نهاد مصطفى من قرية شان، الرقيب لؤي ملحم من بلدة مشمش، العريف شربل جبيلي من قرية كرم عصفور والعريف أنطوني تقلا من بلدة عندقت. وتولّت ثلة من عناصر الشرطة العسكرية مراسم التشييع وعزفت لحن الموت من أمام المستشفى بحضور حشد كبير من الأهالي والأصدقاء. ولدى اتجاه الموكب صوب عكّار، أُعدّت له استقبالات شعبية في المنية وعلى مدخل عكار في العبدة، حيث اجتمعت حشود وفاعليات ببنين والمنطقة، لتحية الشهداء. وألقيت كلمات شددت على أن “الإرهاب لا دين له وعكّار ستبقى تقدّم التضحيات في سبيل الوطن وذودًا عنه”.
ورافق مراسم التشييع إطلاق نار كثيف عند كل قرية وبلدة ، أدّى إلى وقوع بعض الجرحى. وصدرت في عكار عن فاعليات عدّة بيانات شجب واستنكار وإدانة للجريمة المروعة وأكدت “الوقوف إلى جانب الجيش اللبناني وقيادته في حربه ضدّ الإرهاب والتطرّف”.