وديع شامخ
رئيس تحرير مجلة ‘النجوم’
لايذهب عمودي هذا الى التورط في الفحص العنصري بين النساء والرجال ، ولا بتوصيف شكلي لمفهوم العلاقة بينهما وفقا لمسلمات قبلية ودينية معجونة بغطاء من التقاليد المجتمعية القارة سيما في شرقنا العربي – الإسلامي ، الوافر الوصايا .
فالرجال كثر ولكن الرجولة نادرة والنساء أكثر ولكن الأنوثة كنز لا يمكن القبض عليه بيسر .
لو تحدثنا عن الصفات التي تميز كلا النوعين ، فالجمال مثلا صفة غير مدرجة في معجم الرجال وإن جاءت بأقل الحظوظ عن صفات أخرى كالشجاعة والكرم والفروسية والوسامة ، في حيت تتقدم بالدرجة الأولى في سلم معايير النساء ، وبها تكون المرأة حائزة على جواز الدخول الى قلوب الملوك والامراء والأثرياء وآخرهم الفقراء.
ولكي نتذكر أن لعبة تساوي المرأة والرجل هي من اختراع نوايا سياسية دعائية ، اذ ان من الظلم الشديد المساواة بين والرجل إلا في الحالة الإنسانية لكونهما بشرا ويحتفظان بهويتهم الإنسانية الكبرى .
ما عدا هذا فلا مساواة ، لوجود خصائص متفردة لكلاهما فيزيقيا ونفسيا وعاطفيا وعقليا .
……
كان أبي بمفاهيمه القبلية المتزاوجه قسرا مع المدنية يخلص الى أن الرجل ليس من يمتلك ذاك العضو فقط ، وأنما في تمثلّه الرجولة في اركانها القصوى والتي تمثل رمزا لبشريته أيضا .
لكن أبي العاشق والشاعر كان يبتعد كثيرا عن واقعه عندما ينزل شيطان الشعر على عقله ليستلب ارداته ويذهب به الى تخوم الشعر والعاطفة ، فيجد نفسه عاشقا سقطت أمامه الكثير من الأقنعة لانه ببساطه وجود أنثاه حلما تارة ، ومرة واقعا .
……
من النساء من تضع أنوثتها في حافظة النقود وتشعل سوق البورصة بأسهم حمراء ، وصولا الى سرير الليلة مع المقامر الأوفر حظا .
وهناك رجال يرتدون أقنعة التخفي واللهاث وراء نزوة الجنس واستعراض الرجولة ووشم ظهور النساء بآيات الفخر والتباهي بحالات الإستمناء الدائمة .
الأنوثة ليست في كمال الجمال وبهرجة الماكيرات على وجوه الناس ومشارط أطباء التجميل على إعادة صياغة الأنثى كبضاعة في سوق العرض والطلب بالمفهوم الجنسي فقط ، رغم حق النساء في التجميل وابراز المفاتن ،ولكن الأنوثة تصدر من الداخل أولا كإشاع روحي وقناعة نفسية مع صدق ووضوح ومنسوب مهم من المغامرة ، هذه الصفات وليست الشروط هي التي تمكّن النساء من أداء دور الأنثى الإنساني والجمالي معاً.، وهذه ليست وصايا مقدسة وانما وجهة نظري لما يجب ان يتوافر في المرأة لتكون أنثى وهي :
طبقة الصوت و طريقة الكلام ، الرصانة، الموقع الإجتماعي ، الثقافة ، الحصافة وسرعة البديهية ، الطموح ، الكارزما ، إحترا م الإختلاف مع الآخر والإصغاء أكثر من الكلام ، الحكمة في إختيار الوقت المناسب للحديث ، مع رونق الجسد ، و فطرة على التفاؤل والابتسامة الدالة ، والأزياء الملائمة لكل مناسبة .، القدرة على التأثير الإيجابي وسحر الآخر المستعد لتقبل الإنوثة تاجاً وليس قيدا و سريرا . هنا تبث المرأة رسائل الأنوثة بشفافية عالية ، لتجد طريقها في قلب الرجال الفرنسان ، الذين يقدرون الأنوثة ليكونوا ليس حراسا أمناء بل فرساناً وملوكاً في عرش الانوثة الوارف الجلال.
الرجولة هي التي تصون للأنوثة عِزَّتها وجمالها وعنفوانها .
بين الأنوثة والرجولة هناك نمطان من الوقائع الإجتماعية الشائعة وهما الميوعة والعهر من النساء والفحولة عند الرجال ، تتقابل سلبيا مع مفهوم الإنوثة والرجولة ، و ستقدم المرأة دور المسخ اللعوب لتغذي مفهوم الفحولة الجاهلة الحيوانية عند الرجال .
وهنا نتفهم الفرق الشاسع بين الرجال والنساء في التماهي مع قوة الأنوثة مقترنة بالرجولة ، واندحارها وزيفها في حقل الفحولة الرجالية الشهوانية والميوعة والعهر النسائي .