تغوص كاميليا نعيم عميقاً في التجربة الإنسانية، تتقمّص كلماتها مرايا الحياة بإشراقة سطوعها وظلمة عتمتها. تتدحرج هنيهاتها من على غيمة شاهدة على تعاقب الفصول والملامح والإنطباعات.
تسأل كاميليا نعيم: لماذا تأخرتْ في إصدار كتابها الأول «ضفاف الإنتماء»، ولا تنتتظر منها جواباً فالكتاب طيّ يديك ، تجيب مقدّمته على سؤالك:
«هي قصائد عشقٍ مزمنة..
بين حنايا الروح خبّأتها، وانتظرت سنين عجافاً.
كسرت قيود مخبئها، أطلقت أسرها
حلّقت كسرب فراشات
تراقصت على أجنحتها الأحلام
الوعود
الأمنيات
رسمت دوائر الأمل هالات
وحين عانقتْ حدود السماء
تحوّلت لسحابة أنين
تمطر الحزن سرّاً
ترقص على إيقاع الشوق
تخفي ملامحي في طيّاتها
وترحل».
كاميليا نعيم، ستوقّع كتابها الأول»ضفاف الإنتماء» في 20 أيلول سبتمبر في صالة الأمبوريوم في بانكستاون.
وهي تصف كتابها بأنه « نثر فنّي يغوص في الوجدانيات وكل ما يخالج الإنسان من مشاعر حب وفراق وشوق وحنين وصراع ووطنية..»
ولعلّ ما يشي أن الكتاب مخزون وجداني هو عناوين فصوله:» الوجه الآخر،التفاتة أخيرة، سكن الفراق، تفاصيل الصمت، أرصفة الماضي، سقوط الكلمات، حروف الأشواق والأحلام المسافرة»…
بالمختصر، الكتاب هو عصارة ما يخرج به الإنسان من تجربته في الحياة مع نفسه ومع الآحر.
بدأت كاميليا نعيم الكتابة على مقاعد المدرسة الإبتدائية، ولكم كان أساتذة اللغة العربية ينشرون نصوصها على لوح الصف أمام التلامذة.
لدى وصولها الى أستراليا? توقّفت كاميليا عن الكتابة، لكنها تجمع اليوم حصاد السنوات الثلاث الأخيرة في باقة أضافت اليها نصاً عن عملية عناقيد الغضب (سنة 1996).
وعن سبب تأخرها في النشر، عزت كاميليا ذلك الى عدم ارتياحها للأجواء التي كانت تسود الأوساط الثقافية، عدا أنها لم تتلق الدعم والعرض الكافيين، ثم أن الكلمة في نظرها فقدت الكثير من بريقها.. والإنسان هو كلمة.
أما زمن الكورونا، تقول كاميليا،فشكّل مساحة تأمّل وإعادة نظر مترافقة مع تشجيع ودعم من الدكتور رغيد نحاس «الذي حثّني مشكوراً على إصدار الكتاب الذي لولاه لما أبصر النور».
في الختام ، قالت كاميليا أنه لا مانع من إصدار كتاب آخرفي المستقبل ووجّهت التحية الى كل من «الصديقة» سناء ابو خليل منسّقة حفل التوقيع والسيدة ندى خضر والشكر موصول بالطبع ومكرّر للدكتور رغيد نحاس.
وقبل ان تغادر، استوقفنا كاميليا لتقرأ لنا قطعة بعنوان «جبل عامل»
«حيث تولد، لا يرضى المكان أن تكون أقل منه شأناً.
يأبى أن تمشي إلا مستقيماً، ووجهك نحو الشمس،تحتاج للبقاء شامخاً ىكأشجار النخيل متدلّياً بثمار النصر.
هناك الرجال عباءة الأرض، وحصنهاالمنيع،وصولجان الكرامة.
وفي تلك البقعة دوار عشق الوطن يواصل سعيه الأبدي مخرزاً العيون الشبقة.
جبل عامل، ذاك الفيض من الحب، وأسطورة المجد».