بقلم : بول خياط  – ملبورن

لا أخفي على القارىء الكريم بأنني، وبكلّ صدق وأمانة، أدمعت عيناي وبكيت وأبكي حزنا وأسفا على بيروت في كلّ مرة أرى وأشاهد على التلفزيون صور وأخبار الفاجعة الأليمة الكبرى التي حلّت ببيروت، إثر الإنفجار المدمّر الذي حصل في 4 آب الفائت 2020 ، أجل بكيت وأبكي بحرقة ولوعة على ما أصاب مرفأ بيروت وأحياءها القريبة من المرفأ نظرا لما لبيروت من ذكريات كثيرة وكثيرة جدا في ذاكرتي.  بيروت التي كانت ولا تزال وستبقى دائما أم الدنيا ومدينة الحضارة ومعلّمة الحقوق ورائدة الثقافة والعلم والتجارة والبناء … المدينة التي عرفتها منذ اول شبابي وأثناء دراستي الجامعية ومتابعتي لعملي كصحفي، ثم ككاتب في رئاسة مجلس الوزراء، ثم  كمراقب مساعد وبعدها  كمراقب في إدارة الجمارك اللبنانية، حيث إنتدبت للعمل في عدد من المراكز الجمركية والتي منها مرفأ بيروت… وقد تركت كلّها في نفسي إنطباعات حلوة وجميلة عن بيروت وشوارعها وأزقتها وحاراتها وأسواقها القديمة وأبنيتها العريقة  في القدم، والتي تدمّر معظمها في الإنفجار المرعب الذي قضى في دقائق قليلة على كلّ المرفأ وما يحيط به من أحياء وشوارع  وبنايات  لها شهرتها وسمعتها التاريخية والتراثية التي لا يمكن تجاهلها …  أجل لقد بكيت كثيرا، الأمر الذي دفعني أن أكتب الآن مشاعري وأحاسيسي وذكرياتي الكثيرة عن بيروت ، “المدينة التي لا تموت” … أجل لا تموت …،  فالذين هم على إطلاع واسع على تاريخها، يعلمون كم مرة تعرّضت بيروت الى الدمار سواء بالحروب المدمرة أو بالزلازل الطبيعية التي عرفتها بيروت في مختلف حقبات تاريخها العريق، ومع ذلك فقد كانت تنتفض وتقوم حيّة من رمادها كطائر الفينيق وتنفض الركام عنها وتعيد  نهضتها وجمالها ورونفها، الأمر الذي خلّده المؤرخون والشعراء القدماء منهم  والمعاصرون في قصائدهم وتغنّى بها المطربون في اغانيهم التي باتت تتردد كلّ يوم وعلى جميع شبكات التلفزيون والإذاعات بحيث يشعرالمشاهدون و السامعون بعظمة هذه المدينة وتبعث في نفوسهم الثقة والأمل في عودة بيروت بشوارعها وأزقتها وأسواقها ومعالمها الأثرية الى أجمل ما كانت عليه … وهنا لا بد من ذكر ما خلفته الحروب الأهلية التي وقعت في العقود الثلاثة الأخيرة من القرن المنصرم، من دمار شامل في وسط بيروت وكيف تمّت إعادة بنائها بهمّة وجهود اللبنانيين المخلصين الأوفياء لمدينتهم بيروت ولوطنهم لبنان الحبيب، ونذكر منهم الرئيس الشهيد رفيق الحريري الذي صادف يوم صدور حكم المحكمة الدولية في قضية إغتياله في نفس الفترة التي حصل فيها الإنفجار المدمّر في مرفأ بيروت، والذي وصف وكأنه إنفجار “هيروشيما ” نظرا لما أحدثه من دمار شامل…  بعد هذه المقدمة التي وجدت فيها مبررا لكي أكتب ذكرياتي عن بيروت المدينة الحبيبة التي لا ولن تموت… أقول : بداية تعود ذكرياتي عن بيروت الى أيام شبابي حيث كنت أمر فيها مرورا سريعا من زحلة الى جونية لكي أذهب الى بيت خالي المرحوم وعائلته الكائن في منطقةغادير، وكنت حينها أتوقف في ساحة الشهداء – منطقة البرج – واتأمل بفخر وإعجاب تمثال الشهداء… وأذكر أنني في الفترة ما بين 1955 و 1958 كنت اتابع دروس المرحلة الإبتدائية في معهد الرسل في جونية… وكنت أتنقل ما بين جونية وزحلة مرورا بشوارع بيروت الى أن إلتحقت عام 1958 بمدرسة مار أفرام في حيّ الزراعنة في زحلة لمتابعة دروس المرحلة الثانوية، وكان الشاعر سعيد عقل أحد المدراء الفخريين للمدرسة الذي أفخر بالقول بأنني أحد تلاميذه.  وأتذكر أيضا مرة كنت متوجها من جونية الى ساحة الشهداء في بيروت، الى موقف سيارات الإجرة التي تنقل المسافرين الى زحلة والذي يقع قرب سينما ريفولي، وكنت أنوي أن ارى شقيقي بيار قبل أن يأخذ سيارة الأجرة الى زحلة، لكي أبلغه بأنني نجحت في فحص شهادة الفلسفة … ولما صرت قرب الموقف رأيت سيارة فيها أخي بيار وهي تنطلق …، فأخذت اركض في وسط الشارع خلف السيارة وأنا أصرخ بأعلى صوتي : “لقد نجحت في الفحص… لقد نجحت… لقد نجحت…” ،  أملا أن يراني أخي ويتلقى خبر نجاحي… ولكن للأسف لم يتم ذلك … وصرت من ذلك اليوم ولغاية اليوم … أتذكر هذه المناسبة  كلما رأيت ساحة الشهداء… وتمثال الشهداء ….

ولا زلت أذكر أيضا شوارع بيروت إنطلاقا من عين الرمانة الحي الجديد ? شارع مطر وبويز-  حيث إنتقلت العائلة لأن شقيقي بيار بدا العمل كتاجر في فرن الشباك كما بدأت انا العمل في جريد الصفاء، وتسجلت في الجامعة اللبنانية ? كلية الحقوق في منطقة الصنائع  وكنت  أنطلق كل يوم من عين الرمانة الى فرن الشباك لكي أخذ الترامواي الى ساحة الشهداء مرورا بكل المناطق والشوارع القديمة طريق الشام مرورا بالمتحف الوطني وبالشارع المحاذي لمدرسة الحكمة  وشارع الدرباس وصولا الى ساحة البرج قرب كاتدرائية الأرمن على زاوية شارع الجميزة،  وكنت أسير على قدمي عبر ساحة رياض الصلح وسينما دنيا لكي آخذ الباص الى القنطاري وزقاق البلاط وقصر بسترس، متوجها الى الجامعة اللبنانية في الصنائع لأتابع دراستي الجامعية… وعند إنتهاء الدروس مساء، كنت أسير على قدمي الى أقرب محطة ترامواي عبر تلة البربير لكي آخذ الترامواي الى قرب مبنى الستاركو حيث المبنى الذي يقع فيه مكتب جريدة ” الصفاء ” لصاحبها الصحفي رشدي معلوف، حيث كنت أعمل كصحفي في قسم الأخبار الخارجية فأجمع الأخبار وأنسقها وأحضرها للنشر، وكنت أترجم ما كان يرد الى الجريدة من أخبار باللغة الفرنسية عبر وكالات الأخبارالعالمية: رويتر وغيرها…وكنت أحيانا أقوم بتدقيق النسخ الأولية للأخبارالمطبوعة لتصحيح الأخطاء المطبعية… ولقد تعرفت في هذه الفترة على عدد من الزملاء الصحفيين أذكر منهم : رئيس التحرير سليم  نصار، والمحررين: حليم معلوف، ريمون عطالله، سمير عطالله، محمود غزالة، روبير غانم والأمير طارق نصرالدين… وفي نهاية قيامي بوظيفتي، أي بعد منتصف الليل تقريبا، كنت آخذ الترامواي مجددا من قرب بناية الستاركو وعبر شوارع ومناطق باب إدريس، ومبنى بلدية بيروت قرب شوارع اللمبي وكليمانصو والجنرال غورو وفوش (وهي أسماء شوارع سميت بأسماء ضباط عسكريين فرنسيين وإنكليز) وساحة النجمة، مرورا بشارع المعرض، وقرب الجامع الكبير وصولا الى ساحة البرج،  ثم عبر طريق الشام وغيرها من الشوارع وصولا الى المحطة الأخيرة في فرن الشباك حيث كنت أمشي سيرا على القدمين لأصل الى منزلي …  وهكذا في كلّ يوم من أيام الدراسة الجامعية …  ولا زلت أتذكر بيروت وشوارعها وخاصة طريق الشام من فرن الشباك مرورا بالمتحف وساحة رياض الصلح، وذلك كلما رأيت صورة السراي الحكومي أو وتمثال رياض الصلح، لأنني كنت في كل يوم عمل، اقطع هذه الطرقات على متن ترامواي بيروت، الى ساحة رياض الصلح ثم أسير ماشيا على قدمي لكي أذهب الى مركز عملي الجديد ككاتب في رئاسة مجلس الوزراء ? في السراي الكبير ، حيث كان لي الشرف الكبير في التعرّف  شخصيا على  دولة رئيس مجلس الوزراء السيد رشيد كرامي الذي أصبحت، في ما بعد، ملحقا بمكتبه وكذلك تعرّفت على كلٍّ من الأمين العام لمجلس الوزراء السيد ناظم عكاري والدكتور عمر مسيكة رحمهم الله … وكانت عراقة مبنى هذه السراي القديمة التي يعود بناؤها الى العهد العثماني وعهد الإنتداب الفرنسي … تستحوذ على إعجابي ودهشتي… وعند إنتهاء الدوام الرسمي في الساعة الثانية بعد الظهر، كنت أتوجه الى الجامعة اللبنانية ? كلية الحقوق آخذا الترامواي عبر منطقة القنطاري والصنائع مرورا بالحدائق العامة المشهورة في المنطقة … كما ذكرت آنفا …

      وعندما تم تعييني كمراقب مساعد في إدارة الجمارك اللبنانية، إلتحقت بمركز الطرود البريدية الكائن في وسط مدينة بيروت قرب وزارة المالية التي لا تبعد كثيرا عن ساحة مجلس النواب وسوق المعرض القديم المعروف بقناطره وبناياته الأثرية القديمة وبمقاهيه ومطاعمه المشهورة، وكذلك فهو ليس بعيدا عن الموقع الأثري لمعهد بيروت الحقوقي وهو أحد أشهر معاهد القانون في الأمبراطورية الرومانية، والذي كان يقصده الكثير من طلاب القانون من جميع أنحاء المشرق. والذي خرّج الكثير من القضاة والحكّام في المقاطعات الشرقية للأمبراطورية الرومانية. ويرجع ذلك الى أن أبرز المشترعين الرومان الذين درّسوا في معهد بيروت الحقوقي، كانا العالمان المشهوران: إميليوس بابيليانوس و دوميتيوس أوليبيانوس وهو من مواليد مدينة صور، والذي، وبكلّ فخر،  يذكر التاريخ بأنه أصبح مستشارا للأمبراطور سبتيموس سفيروس مؤسس هذا المعهد. ويذكر لنا التاريخ أيضا  بأن ما وضعه وما جمعه العالم بابينيانوس من نظريات قانونية دخلت في متن  الشرائع المعروفة عالميا بشرائع يوستينيان الكبير .

لن أزيد الكلام أكثر في هذاالمجال الأثري العريق لبيروت، لكي أعود الى ذكرياتي عن بيروت  فأقول بانني عملت في وسط بيروت في المديرية العامة للجمارك، الكائنة في شارع اللمبي، المجاور للمنطقة التجارية في بيروت ودكاكينها المشهورة في مختلف القطاعات التجارية: المجوهرات والملبوسات والمنسوجات والخضار والبهارات وألأفاويه وغيرها من المنتوجات الصناعية والزراعية، وبكل أسف أقول بإن هذه المناطق والشوارع والأزقة قد تدمّرت نتيجة الإنفجار الأخير  وأخيرا وليس آخرا، عملت أيضا في مرفأ بيروت أثناء قيامي بوظيفتي كمراقب مساعد في المستودع النفطي لشركة توتال في منطقة الدورة القريبة من المرفأ والتي تأئرت كثيرا يالإنفجار، وفي مرحلتين تاليتين عملت كمراقب أو كشاف في عنابر ومستودعات المرفأ…، لذلك فإن تدميرالمرفأ قد أثر فيّ تأثيرا بالغا لأنني عشت بعض الوقت في نطاق مكان هذا الإنفجار. وأخيرا أذكر هنا بأنني أثناء قيامي، بإنضباط وكما يجب، بمهمتي ككشاف على عمليات  التصدير الى الخارج في أحد عنابر المرفأ، تعرضت للتهديد على حياتي!!!، الأمر الذي أجبرني وبكلّ أسف على أن أطلب موافقة إدارتي لكي اعود الى أستراليا ملتحقا بعائلتي …فذكرياتي عن مرفأ بيروت وعنابره ومستودعاته والمناطق المحيطة به تغلغلت كثيرا في نفسي ومشاعري…وتجعلني أتأسف على ما حدث لمرفأ بيروت …

بالطبع أؤكد للقارىء الكريم بأن لي ذكريات كثيرة عن شوارع ومناطق وأحياء بيروتية  الغربية  أذكر منها : بدارو وحرش ثابت والبسطة والمصيطبة والمزرعة والخندق الغميق،  وغابة الصنوبر ( حيث مركز القنصلية الفرنسية منذ عهد الإنتداب) والصيفي والمقاصد وشارع عمر الداعوق ومنطقة الأونيسكو وشارع فيردان حيث موقع المجلس الأعلى للجمارك الذي خدمت فيه لمدة سنتين ونصف تقريبا … ومنطقة الجامعة الأميركية والمنارة والروشة وخلدة .. وغيرها من أحياء وشوارع بيروت الشرقية التي أذكر منها منطقة العدلية، ومستشفى أوتيل ديو وجسر الباشا والأشرفية وسن الفيل ومستديرة الحايك والدكوانة حيث إشتريت شقة سكنية قبل زواجي، ولكنني هجرتها  مع عائلتي بسبب الحرب الأهلية وقد تعرضت للنهب والسرقة والتخريب فقمت ببيعها بعد ترميمها لكي أنتقل الى برمانا … وأذكر ايضا منطقة سد البوشرية ( وهي تسمية تدلّ على المسالخ حسب اللغة الفرنسية Boucheries  )  والجديدة والأحياء الأرمنية والكرنتينة ( ومعنىاه مكان الحجر الصحّي الذي أعتمد إبان الحرب العالمية الأولى التي إنتشر خلالها وباء الطاعون، وهي تسمية أعادته الى ذاكرتنا جائحة الكورونا الحالية التي يعاني منها العالم كله) … أجل لدي الكثير من الذكريات الأخرى عن بيروت، بيروت عروس المتوسط ودرّة الشرق التي لم أذكر تفاصيل ترددي اليها وعبرها وذلك إختصارا مني  للوقت … ولكون أكثرها  بعيدة نسبيا عن موقع الكارثة الحاضرة..   ولكي لا أطيل الكلام عن ذكرياتي الشخصية عن بيروت، أشير الى أن أحد المحامين الإغريق الذي كان معاصرا للحوادث المفجعة التي مرّت على بيروت من زلازل وحرائق ودمار في الفترة ما بين سنتي 555 و551  ب.م حين تدمّرت بيروت وتدمّر معهد بيروت الحقوقي، ولقي ما يقرب عن  30.000  نسمة من سكان بيروت حتفهم وهرب الباقون منهم الى مناطق بعيدة فهو يرثيها بقوله : ” بيروت، أجمل المدن، الدرّة في تاج فينيقية، فقدت لألأها ورونقها. بناياتها التي تعدُّ آيات في فنّ العمارة تداعت وسقطت ولم يبق فيها جدار واقف. لم يثبت منها سوى الأساسات” . وقد رثاها أيضا شاعر إغريقي من إسبانيا عاصر ذات النكبة على  بيروت، بشعر تخيّل فيه موقع المدينة وكأنها تتفجع قائلة: ” ها أنذا، المدينة التاعسة، كومة من خرائب، أبنائي أموات. يا للحظ العاثر المشؤوم . آلهة النار أحرقتني بعد أن هدّت آلهة الزلزال أركاني. يا لتعاستي بعد أن كنت مجسّم الجمال أصبجت رمادا. هل تبكون عليّ أيها العابرون الماشون فوق أطلالي؟ هل تسكبون عليّ دمعة حزن؟ هل تأسون لمجد بيروت، بيروت التي لا وجود لها؟ أيها الملاح لا تمل بشراعك نحو شاطئي، لا تُنزِل شراع مركبك، فإن المرفأ الأمين أصبح أرضا يابسة  قفراء. أصبحت لحدا موحشا. مِلّ عنّي، سِرّ الى الموانىء الفرحة التي لا تعرف البكاء، الى موانيها سرّ على صوت قرع المجذاف، هكذا شاء الإله بوسيدون، إله البحر والزلزال، وهكذا شاءت اللآلهة السمحاء. وداعا أيتها القوافل الآتية من وراء الجبال”.

       ( أشير  بشكر وتقدير الى أن ما أوردته آنفا عن أقوال المحامي ألإغريقي والشاعر الإغريقي من إسبانيا هو مقتطف من كتاب ” تاريخ لبنان” للدكتور فيليب حتي ?  طبعة 1985) .

      ولكنني الفت النظر الى أنني وإن كتت أوافق الشاعر الإغريقي في وصفه الدقيق لمأساة بيروت والذي يعكس تماما الحالة الحاضرة الناتجة عن الإنفجار الذي حصل في 4 آب 2020، غير أنني أولا و خلافا الى عزوه الدمار الى الإله بوسيدون، فإنني، كما أكثرية الشعب اللبناني، أُعزي المأساة إلى أهمال المسؤولين المتعاقبين الكثيرين الذين تسببوا بإهمالهم الواضح والمكشوف بهذا الدمار الذي سيظلّ حياَ الى الأبد في ذاكرة اللبنانيين … ولن أقول أكثر في هذا المجال!!! وعودة الى الشاعر الإغريقي أقول ثانيا: بأنني لا أوافقه أبدا الرأي بالنسبة لحالة اليأس وقطع الأمل والرجاء التي خلص إليها، لسبب لا أعرفه ؟؟!! ، وأقول ذللك من منطلق قناعتي إستنادا الى الكثير من الأحداث المفجعة التي حلّت ببيروت، هذه المدينة الشامخة بأصالتها وحضارتها، والتي كانت تقوم دوما من رمادها كطائر الفينيق الذي تفخر الحضارة الفينيقية بما يرمز إليه هذا الطائر الذي سمّيت بإسمه، وكذلك الحضارة البيروتية التي يعتز بها لبنان تاريخيا وثقافيا وحضاريا وإنسانيا وإيمانا راسخا منه بأن بيروت ستنتفض وتقوم وتعود أبهى وأجمل وأقوى بفضل إيمان المخلصين من الشعب اللبناني الذين وقفوا دوما يدا واحدة لإعادة تعمير بيروتهم، بيروت التي لا تموت …وسوف يُثبت المخلصون للبنان وللعالم أجمع،  صحّة هذه الأسطورة التي يفتخرون بها جداَ.