بقلم رئيس التحرير / انطوان القزي
مشهدان مشرقان برسم أهل السلطة في لبنان الغأئبين عن السمع والذين يعيشون حالة تنويم مغناطيسي لا نهاية لها: في المشهد الأول، شارك نجوم عرب وعالميون في حملة لتمويل إعادة إعمار المناطق المُدمرة من الانفجار الذي وقع في مرفأ ة بيروت، وذلك من خلال شراء قميص على شبكة الإنترنت تجاوباً مع الحملة التي أطلقها المصمم اللبناني زهير مراد مكتوب عليه 4 كلمات، تشير إلى ضرورة النهوض من جديد.
وقال مراد إنه «خلال ساعتين فقط بعد نشر جينيفر لوبيز صورتها وهي ترتدي القميص تم بيع عشرة آلاف قميص». عدا عشرات نجوم هولييوود ونجوم لبنان والعالم العربي، ولا يزال الإقبال على القميص مستمراً من كل أنحاء العالم..
والمشهد المشرق الآخر أطلّ من العراق، إذ لم ينتظر رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي الذي عاد، السبت، من زيارة للولايات المتحدة الأميركية، طويلاً قبل أن يقرر الذهاب إلى محافظة البصرة (560 كيلومتراً جنوب البلاد) للوقوف على الخروقات الأمنية وعمليات الاغتيال التي نفذتها عصابات مسلحة ضد ناشطين مؤخراً. وفي ساعة متأخرة من ليل السبت، زار الكاظمي منزل الناشطة رهام يعقوب ( الصورة) التي اغتيلت الأربعاء الماضي على يد مسلحين مجهولين وتوعد بمعاقبة الجناة »مهما طال الزمن«.
وسبق أن قام الكاظمي بزيارة عائلة الخبير الأمني هشام الهاشمي بعد اغتياله أمام منزله ببغداد مطلع يوليو (تموز) الماضي، وتعهد بتقديم الجناة إلى العدالة، الأمر الذي لم يتحقق حتى الآن.
طبعاً هذه المشاهد تذكرنا بما يقوم به المسؤولون في لبنان الذي شمّروا عن سواعدهم في الأيام الأخيرة ونزلوا الى الشوارع يتفقدون أحوال المواطنين ويسألونهم عن حاجاتهم هذا يحمل مكنسة وذاك يحمل رفشاً…!
«عن جدّ» كلمة التمسحة قليلة على هؤلاء، إذ تعجز كل الألفاظ عن إيفائهم حقّهم في مجال النذالة واللاإنسانية.
هل تصدقون أن كلّ العالم مشغول بنا ، وأن الأيدي ممدودة إلينا من كل صوب، وأن طبّاخي السياسة عندنا لم يسمعوا أو يروا مآسي المواطنين، وهم ما زالوا يمارسون لعبة الفيتوات هنا، والإتهامات هناك، والكباشات هنالك؟!.
الكاظمي ذهب الى البصرة وقطع مئات الكيلومترات ليقف على أحوال أهلها…ومعدومو البصيرة عدنا لا يخرجون من مخابئهم إلّا لمكيدة أو صفقة سياسية وكأن «لا انفجار ولا من يحزنون حصل في بيروت؟!.
وبين الكاظمي وجنيفر لوبيز وإيمانويل ماكرون وكل الموفدين وطائرات المساعدات، نقف أمام مشهد سوريالي ، يشبه كل شيء إلّا المسؤولين في بلادنا!.
ونحن ننتظر مسؤولاً من عندنا يطلّ نافذة كوكب آخر .. على الأقل يلوّح لنا بيديه !!.