فريد الراعي الحكاية وقصة النجاح، فريد الراعي الأرزة الإغترابية الشامخة، ستبقى المطارح تشعر بمسك حضوره، وستبقى العائلة تستظلّ أغصانه، وستبقى فريدة تحمل المسبحة تصلّي لروح زوجها الراحل فريد كما كانت تصلي لزوجها الحاضر إلى جانبها، وسيبقى الأولاد ينعمون بطعم الأبوّة والعطف والحب الكبير.

فريد الراعي الذي غادر بلدته العقيبة في ستينات القرن الماضي، تفرّعت نجاحاته وأعلى المداميك في سدني وكوينزلاند، يضيق المكان بالحديث عن مساهماته الاعلامية الكثيرة ومنها رئيسأ لمجلس ادارة هذه الصحيفة ، فريد الذي تاجر بالوزنات ونجح ترك خميرة العائلة الصالحة المؤمنة والمتماسكة.. وكم كان يسعده في السنوات الأخيرة حين يحمل القصبة ويصطاد السمك قرب منزله في “الأنترنس”.

فريد الراعي ليس كالآخرين ، ابتعد عن الصخب والوهج، رسم خريطة هدوء لنفسه وسار عليها.
من أسرة المؤسسة الإعلامية ،إدارة وتحريراّ برئيس مجلس إدارتها والي وهبة والأعضاء، ألف تحية لروح الراحل الصديق والعزاء لزوجته فريدة واولاده روبرت وكلوديا وكارول وعائلاتهم، أسكنه الله في أخداره السماوية.

مراسم الوداع
ترأس راعي الأبرشية المارونية المطران أنطوان شربل طربيه يوم الثلاثاء مراسم دفن المرحوم فريد الراعي في كاتدرائية سيدة لبنان بحضور عائلة الفقيد والأصدقاء الذين كان عددهم محدوداً بسبب الإلتزام بقيود فيروس كورونا.
عاون المطران طربيه المونسنيور بشارة مرعي والاباء طوني سركيس ويوسف ابو زيد وبول جبير.
قرأ رسالة بولس بالانكليزية ابن الفقيد روبرت الراعي وبالعربية صهر الفقيد بيار نهرا. وقرأ النوايا حفيدات وأحفاد الفقيد.
وبعد الإنجيل المقدّس ألقى المطران طربيه كلمة تحدث فيها عن مزايا الفقيد ومما جاء في كلمته:

“نودّع اليوم  شخصاً محبوباً من ابناء هذا  المجتمع شبك علاقات انسانية مميزة وكان والداً صالحاً ،رعى عائلته بعطف وحب وتفانٍ، وكان صديقاً صدوقاً بشهادة كل من عرفه، وكان رجل اعمال ناجح شق طريق النجاح والى جانبه زوجته فريدة التي رافقته بالتقوى وبكل حب وحنان.
اما اولاده روبرت وكلوديا وكارول فكانوا قدوة في حسن
التعامل ونموذجاً للأخوة الصالحين.
تفرغت شجرة نجاحات فريد عبر اياديه البيضاء اعمال خير
ودعم لكل مشاريع الكنيسة والمجتمع ومساعدة لبنان وهو ما
بخل يوماً بالمال والموقف والصوت تجاه وطنه لبنان
خاصة تجاه المؤسسة العسكرية.

نقف اليوم الى جانب فريد لا لنلقي النظرة الاخيرة بل لنأخذ
عبرة من اب مثالي ومواطن
صالح ومغترب وفيّ كان الخادم الأمين لوطنه وعائلته ومجتمعه».

وبمناسبة وداع فريد الراعي شاء صديق «التلغراف» الشاعر نجيب داوود أن يذرف دمعة شعرية عليه، فقال:
يا فريد لصرتْ عافراش المصير
وصرتْ عند الرب بالنعمِه وفير
وكلمة فريد وآدمي ما بقولها
زغيري عليك وعتفكيرك كتير
داير عكلمِه تشمَلك بأصولها
تالقّبَكْ فيها ومع التصوير طير
.ومن بعد ما فكاري ظهر مفعولها
ما لقيت إلّا مْلاك صار عند الإله
فريد بعهدة الربّ القدير.