أنطوان القزي
منذ 25 أيار الماضي، تاريخ مقتل الأميركي الأسود جورج فلويد على يد شرطي في مينابوليس في الولايات المتحدة، والحرب قائمة على الثماثيل في كل مكان. وكان للكابتن كوك النصيب الوافر في أستراليا، خاصة ثمثاله القائم في حديقة ال”هايد بارك” في سدني حيث لم يبقَ أحد لم يبلّ يده بهذ التمثال ، ليس من الأبورجينيين ، وحسب بل من البيض والملوّنين: هذا “يخربش” وذاك يوجّه لكمة أو ركلة وثالث يشوّه أو يلعن ؟!!.
وآخر الإنتقامات من كابتن كوك كان الأسبوع الماضي، حين قرّر مالك حانة كابتن كوك الشهيرة في منطقة بادنغتون في سدني ( الصورة) حذف كلمة كوك والإبقاء على كلمة كابتن كونها كلمة عامة. حتى لا يثير شعور الشعب الأصلي!.
علماّ أن هذه الحانة التي تأسّست سنة 1914 ويعلو قبتها تمثال وإسم الكمابتن كوك ، باتت من أيقونات سدني الشعبية، إذ لا يكاد أسترالي يذهب لحضور مباراة الكريكيت أو كرة القدم في “اليانز ستاديوم” إلا ويمرّ بتلك الحانة ليحسي مشروباً فيها.
لقد نظّم الأبورجينيون منذ وصول جيمس كوك الى أستراليا في أ29 بريل نيسان عام 1770 آلاف الإحتجاجات والتظاهرات ونصبوا خيمة دائمة أمام البرلمان الفيدرالي في كانبرا حتى لا تموت قضيتهم، لكنهم لم يتعرّضوا لتماثيل الكابتن كوك المنتشرة في كل المناطق الأسترالية إلا بعد التظاهرات الأميركية لمندّدة بمقتل جورج فلويد.. ما يعني أن الأبورجينيين هم أيضاَ يتمثّلون بالأميركيين مثل الأستراليين البيض.
فهل تثمر سياسة هدم التماثيل التي ينتهجها معظم الذين لا عمل لهم باستئصال العنصرية العالم؟.
هايد باركابتن كوكك. وكما أسقط المحتجون في مدينة مينيابوليس بولاية مينيسوتا تمثالا للمستكشف الإسباني البارز كريستوفر كولومبوس فقد أمعنوا في تحطيم تماثيل كابتن كوك في أستراليا.
والسؤال: لماذا تستمرّ المناهج العلمية حول العالم في اعتبار كابتن كوك وكريستوفر كولومبس هو أحد المكتشفين العالميين في التاريخ البشري؟!. فهل المناهج العلمية هي عنصرية في حين محطّموا التماثيل هم الأصحاء؟!. لا جواب.