في الوقت الذي توالت فيه أدلة ترجح عدم فاعلية دواء «هيدروكسي كلوركين» كعلاج لمرض (كوفيد – 19) الذي يسببه فيروس «كورونا المستجد»، كان دواء «ديكساميثازون» على النقيض، يكسب أرضا جديدة كل يوم. وبعد نحو يوم من دراسة وجهت ضربة قاضية لدواء «هيدروكسي كلوركين»، المعروف باسم «دواء ترمب»، لترويج الرئيس الأميركي لاستخدامه في أكثر من مناسبة، أظهرت دراسة جديدة فاعلية دواء «ديكساميثازون». وقبل نحو شهر أعلنت منظمة الصحة العالمية، وقف إجراء اختبارات على عقار «هيدروكسي كلوروكين» ضمن تجربة دولية تشرف عليها، وقالت إن النتائج الأخيرة للدواء تظهر أنه لا يحد من الوفيات في الحالات ذات الأعراض الشديدة، وجاء قرار منظمة الصحة العالمية بعد جدل كبير ومستمر حول هذا الدواء. وتلقى الدواء ضربة قاضية، بعد أن أظهرت دراسة أميركية أنه غير فعال أيضا مع مرضى الأعراض البسيطة، والذين لا يحتاجون لدعم تنفسي. وخلال دراسة أعدها باحثون من جامعة مينسيوتا الأميركية، نشرتها دورية «حوليات الطب الباطني» يوم 16 يوليو (تموز) الحالي، فإن 24 في المائة من مرضى الأعراض الخفيفة الذين تناولوا «هيدروكسي كلوروكين»، كانت لديهم أعراض المرض في غضون أكثر من أسبوعين، وظهرت الأعراض لدى 30 في المائة من المرضى الذين تناولوا علاجا وهميا خلال الفترة ذاتها، وهو ما يعني أنه لا يوجد فرق ملموس. وبعد يوم واحد من صدور نتائج هذه الدراسة، حملت دراسة نشرتها دورية «نيو إنغلاند جورنال أوف ميديسين» مزيدا من التأكيد على فاعلية دواء «ديكساميثازون».
وسبق أن أظهرت نتائج تجربة أولية على هذا الدواء تم الإعلان عنها في يونيو (حزيران) الماضي، فاعليته في علاج الحالات التي تعاني من مضاعفات تنفسية شديدة، بسبب مرض (كوفيد – 19)، وأكدت نتائج التجارب الجديدة الموسعة التي نشرتها «نيو إنغلاند جورنال أوف ميديسين» فوائد هذا الدواء. وديكساميثازون هو علاج ستيرويدي يُستخدم منذ عام 1960 للحد من الالتهاب في مجموعة أمراض من بينها الاضطرابات الالتهابية وبعض أنواع السرطان، وأدرجته منظمة الصحة العالمية ضمن القائمة النموذجية للأدوية الأساسية منذ عام 1977. وهو حالياً غير محمي ببراءة الاختراع ومتوفر بتكلفة ميسورة في معظم البلدان. وأكدت نتائج الدراسة الجديدة أنه يمكن أن ينقذ حياة ما يصل إلى ثلث المرضى في المستشفى الذين يعانون من مضاعفات تنفسية شديدة، ولم يكن هناك «تأثير واضح» على المرضى الذين لم يتلقوا الدعم التنفسي.