ميخائيل حداد  -سدني

اعتدنا اذا الانسان نطق بالحقيقة يخرم طربوشه بسهام الانتقادات والتجريح ، ونعته بعدة اوصاف ما انزل الله بها من سلطان !!، ومِن مَن ..؟؟، من الجهله ولربما من طبقات المتعلمين والمثقفين واصحاب مناصب وقرار لطمس حقائق تاريخية دفاعاً عن تعصب اعمى ، لتغليف اباطيل على انها حقائق وثوابت بما يتناسب مع أراءهم وضيق تفكيرهم وعمى بصرهم وبصيرتهم ، مجانبهم الصواب وبراهين واثباتات ينكرونها عن عناد وقصد وعمد او جهل وتخلف …؟؟،

وباختصار شديد يتغنى الكثيرون ويتوجدون على عودة الاندلس ، والسؤال ، هل كان احداً في الاندلس وهو ارض اسبانية في الاصل دعا بدو الصحراء للقدوم الى بلادهم ….؟؟، ام جاؤوا غزاة تحت شعار عقائدي وفعلوا الافاعيل في الشمال الافريقي (( بدون تفاصيل  عن السبي والنهب والسلب والاغتصاب وجرائم القتل والاستعباد )) ، وبعدها غزو الاندلس بجحافل الامازيغ بقيادة موسى ابن نصير وعامله طارق ابن زياد ، وبدعم من زعيم المرابطين يوسف ابن تاشفين …..؟؟، وبعد احتلال الاندلس من غزاة رغم ما شيدوه واقاموه من عمران وتراث ومساجد على ارض محتلة ……، الا يحق لاهلها مقاومة الاحتلال وطرد المحتلين  …..؟؟، ام يحق لهذا النوع من المحتلين ما لا يحق لغيرهم …؟؟، بينما كل ما شُيد على ارض الاندلس المحتلة عاد الى اهله بالحرب كما احتل بالغزو الصحراوي البدوي … !!.

ما شُيد على ارض الاندلس ، لا يختلف كثيراً عن احتلال بيزنطا بمعالمها وتراثها وكنائسها من السلاجقة الطورانيون العثمانيون الاتراك ، وما فعلوه من جرائم فاقت الغزو البدوي للاندلس ، من جرائم الابادة الجماعية واغتصاب وسبي وصلب للنساء عاريات واحياء بعد اغتصابهن ، الجرائم المعروفة للارمن واليونان والاشوريين والكلدان ، ولا زالت ملفات جرائمهم تجوب حكومات العالم ….، فكنيسة ايا صوفيا معلم ديني  مسيحي مهم بتاريخ الكنيسة الارثوذوكسية الشرقية حينما محمد ( الغامق ) عفواً الفاتح احتلها (( البعض يقول اشتراها بماله الخاص ، ولا ادري كيف ل غازي يحتل ما ليس له يبتاعه من المحُتلين وقد اصبح صاحب الامر والنهي …..؟؟ )) ، بينما تحويلها الى مسجد بحكم الاحتلال لا غير من صفتها وطبيعتها وتاريخها بشيء على انها معلماً وارثاً مسيحياً ، ولو سلماً جدلاً ان روسيا قامت بحرب واحتلت تركي الان وبيزنطا سابقاً كما فعل محمد الفاتح الغامق ، واعادت ايا صوفيا الى اصولها المسيحية ، فهل ذلك يعتبر حقاً ام غزواً روسياً واحتلالاً لاراضي أُغتصبت سلجوقياً عثمانياً وتركياً…..؟؟، وفي المقابل …،الكيان الصهيوني محتل لفلسطين ومغتصب لاراضيها ، فهل يحق للشعب الفلسطيني مقاومة الاحتلال ….؟؟، واذا كان الامر بالايجاب يحق له المقاومة ، فبهذا الحال لماذا نلوم تحرير الاندلس وعودته لاصوله الاسبانية بمقاومة اهله للغزاة …؟؟، وهل يحق لاسرائيل بحكم الاحتلال ان تغير المعالم وتُشيد وتنهب ما ليس لها …..؟؟، لكونها دولة احتلال وغزو ممنهج بدون ان يقاومها سكان فلسطين الاصليون …!!، فاذا كان الامر كذلك فلتفعل اسرائيل افاعيلها من تغيير وتشييد وطرد ونهب واستيلاء وتمدد بدون مقاومة …..، فلا  فوارق بين ما احتُل بالغزو البدوي الصحراوي في الاندلس واعادته الى اصوله ، وما يتلاعب به اردوغان بحكم احتلاله وتغيير طبيعة وصفة كنيسة ايا صوفيا البيزنطية المسيحية الارثوذوكسية …..، بينما وجب مقاومة اسرائيل المحتلة دون ان ينظر الجمل لعوجة رقبته …..؟؟!!.