بقلم رئيس التحرير أنطوان القزي

لقد خدمهم البطريرك الراعي، أولئك الذين وجدوا أنفسهم مضعضعين.. لقد سلّمهم أداة يستجمعون وحدتهم من خلالها!؟

لا نعجب إذا لم يفهموا قصد البطريرك في “الحياد” ، فالذي لا يفهم الوطنية، والذي لا يفهم الديموقراطية والذي لا يفهم قبول الآخر، كيف تريدون منه أن يفهم معنى ” الحياد” إنها قصة صعبة الفهم لا بل مستحيلة وسط أناس يصابون بالغثيان إذا سمعوا عبارة ” المصلحة اللبنانية”!.

والذين يطلبون وحدة اللبنانيين حول الحياد، هل طلبوها يوم قرروا الإنحياز دون سؤال أحد؟

والذين يتراءى لهم أن بكركي تبيع الوطن ، هم يعلمون أنهم لولا حفاظ بكركي على هذا الوطن ما كانوا على منابرهم اليوم؟.

 

تعالوا نقرأ كيف فهم وئام وهاب كلمة الحياد وكيف استنطقوه ليغرّد قائلاً:”

 

“أريد أن أفهم شيئا عن الحياد. هل هو الحياد في الصراع بين إسرائيل والمقاومة؟ هل في الصراع بين الفساد وضحاياه؟ هل في الصراع بين السارق والمسروق؟ هل في الصراع بين الخير والشر؟ بين المعتدي والمعتدى عليه؟ إذا كان هذا المقصود سجلوا نحن لسنا محايدين بل منحازون”.

 

..هذا ما فهمه ( حامل الشنطة) وئام وهّاب من الحياد، وهكذا استهبل نفسه، وهو يدرك تماماّ لأنه قارئ جيد للتاريخ أن لا أحد يزايد على بكركي في موضوع فلسطين ولا أحد يتجاوزها في محاربة الفساد ولا أحد يجرؤ أن يتهمها بالمساواة بين الخير والشر والسارق والمسروق، كما أتحفنا وئامو “الملطوش” بلوثة لا دواء لها ولا شفاء منها.

“المستهبل الآخر كان رئيس الحكومة حسان دياب الذي صال وجال في ساحة الديمان حول معنى الحياد ولم نفهم منه شيئاً الى أن قال :لا تنسوا إسرائيل عدوّتنا.”!.. وكأن البطريرك في دعوته الى الحياد يساوي بين إسرائيل وسواها؟.

إنه العهر السياسي بعينه يمارسه رئيس حكومة جاء ليخلّص اللبنانيين من أزماتهم ليصبح هو أزمتهم الكأداء.

 

أما العاهر الثالث فهو جميل السيّد الذي رأى أن البطريرك الراعي يهرب من محاربة الفساد الى الحروب على الذات عبر الدعوة الى الحياد!!!.. لا عتب على فيلسوف “الوصاية”!؟

 

.

سبحان الله ، راح فاقدوا الوطنية “يزيّتون سلاحهم” بسرعة فائقة ويقنصون على الديمان وهم لم يحرّكوا ساكناً لا بل يتفرّجون على نتنياهو يقتطع القرى والأرزاق في الضفة الغربية؟!..

كلّهم يدركون أن قضية فلسطين بقيت في ضمير بكركي يوم تخلّى عنها الجميع، فليقرأوا التاريخ، أم أنهم قرأوه ويدركون هذه الحقيقة .. ولكنهم لا يجرأون