أنطوان القزي
الأسبوع الماضي، تظاهر لبنانيون أمام السفارة اللبنانية في عوكر، رافعين أعلام “حزب الله” والحزب السوري القومي الإجتماعي. وطالب هؤلاء بوقف التدخّل الأميركي في الشؤون اللبنانية والحدّ من تحرّكات السفيرة دوروثي شيا.
في ذات الوقت كانت السفيرة الأميركية تزور الرئيس دياب في قريطم وبعده الرئيس بري في السرايا، ولم تكن سعادتها لا في قريطم ولا في معراب، بمعنى آخر كانت عند حلفاء المتظاهرين !..
فلماذا لم يتوجّهوا الى السرايا مثلاً ل”التعكير” على زيارتها؟!.
غريب هذا اللبناني، ألا يعرف أن السفير عادة يطلب موعداً من مسؤول، والمسؤول هو الذي يقبل أو يرفض.. فلماذا لا يطلبون من زعمائهم التوقف عن استقبال سعادة السفيرة..
وللذين يمتعضون، فهذا كلام في البروتوكول وليس في السياسة.
ثم لماذا يحصر المتظاهرون احتجاجهم بالسفيرة الأميركية دون سواها.. فالسفير الإيراني كان يزور شخصية سياسية لبنانية معروفة في ذات الوقت الذي كانت فيه المواجهات قائمة في عوكر.
وكذلك وفي ذات الوقت كان السفير السوري يستقبل نائبين لبنانيين في دارته في سياق استقبالاته اليومية لسياسيين لبنانيين!.
ولا ننسى جولات سفراء الخليج وتركيا وروسيا والصين اليومية على المسؤولين اللبنانيين، ولماذا لا نعتبر تحرّك هؤلاء تدخّلاً في شؤوننا وكل تصاريحهم هي عن الوضع السياسي الداخلي في لبنان؟!؟.
ثمّ أن بعض متظاهري عوكر بعدما استنفدوا الشعارات المعادية لأميركا أضاعوا البوصلة وبما أنهم “تعذّبوا” الى عوكر، وراحوا ينبشون القبور ويمعنون في ترسيم الأحقاد من جديد متناسين أن من يسجن نفسه في عُقد الماضي لا مستقبل له.
غداً إذا تظاهرتم ضد كل السفراء وكل التجاوزات وكل التدخّلات ستروننا الى جانبكم في طليعة تظاهراتكم.