بقلم رئيس التحرير أنطوان القزي

 


أجمل ما قرأت مؤخراً عن أنواع اللصوص أنهم ثلاثة وأنا أضفتُ عليهم الرابع:
“الأول: لص أميركي قام بسرقة كاميرا من سيارة، لكنه أعادها بعد أن عرف أن صاحبتها مريضة بالسرطان! وهي تقوم بأخذ صور لنفسها بهذه الكاميرا لأطفالها حتى يتذكروها بعد مماتها.
والثاني: لص في ألمانيا اقتحم بيتاً من أجل سرقته، ليجد بداخله جليسة أطفال أرغمها على السكوت مستخدماً سلاحه، لكنه انسحب من البيت فور رؤيته طفلين في البيت يعرضان عليه ما بداخل حصالتيهما حتى لا يؤذيهما؛ الأمر الذي جعله خجولاً من نفسه وخرج معتذراً.
والثالث: لص قام بسرقة سيارة، لكنه سرعان ما أعادها بعد اكتشافه أن هناك طفلاً بداخلها، فقد عاد بالسيارة إلى المكان الذي سرقها منه ليجد الوالدين مذعورين فوبخهما على ترك طفلهما من دون رقابة ثم هرب”!
***
أمّا الرابع: فهو لص لبناني من درجة أهل السلطة، يحرم الأم ربطة الخبز ويترك طفلها جائعاً، يجرّد الأهل من المال ويترك أطفالهم بلا دواء، ويغضب من الشمس لأنها تمنح الضوء لمواطنيه، ويطلب من عمّال جمع القمامة أن يمنعوا الفقراء من البحث عن اللقمة في براميل “الزبالة”.

 

اللص اللبناني هو سياسي مهووس وهو مزيج من دراكولا وأرسين لوبين، يضحك في سرّه عندما يسمع أن انهار لبنان ملوّثة ويرقص فرحاً عندما يقرأ أن هناك أنواعاً من الدواء مقطوعة، وأكثر ما يسعده عندما يسمع أن عدداً من المتظاهرين أصيبوا بجروح.

 

اللص اللبناني من درجة شرف، يريد من الثورة أن تأكل أبناءها بعدما أكل هو الأخضر واليابس.

 

هذا هو الفرق بين لصوصنا ولصوصهم؟!.

 

 

 

واسمعوا قصة تنطبق على لصوص السلطة في لبنان: عندما اكتمل عدد الركاب بالقطار المتجه من فرنسا إلى بريطانيا، كانت هناك امرأة فرنسية يجلس بجانبها رجل انجليزي ة..
بدا التوتر ظاهراً على وجه المرأة الفرنسية فسألها الإنجليزي لم أنت قلقة؟
قالت: أحمل معي دولارات فوق المصرح به وهي 10,000 دولار..
قال الإنجليزي: اقسميها بيننا فإذا قبضت عليك الشرطة الفرنسية، أو قبضت علي نجوت بالنصف؛ واكتبي لي عنوانك لأعيدها لك عند وصولنا إلى لندن، فاقتنعت الفرنسية وأعطته عنوانها!
ولكن عند التفتيش كانت الفرنسية تقف أمام الإنجليزي عند الشرطة، ومرت دون اية مشاكل..
وهنا صاح الإنجليزي: يا حضرة الضابط، هذه المرأة تحمل عشرة آلاف دولار نصفها عندي والنصف الآخر معها؛ وانا لا أخون وطني، فقد تعاونت معها لأثبت لكم حبي لبريطانيا العظمى!
وفعلاً أعادوا تفتيشها مرة أخرى، ووجدوا المبلغ وصادروه، تحدث الضابط عن الوطنية وعن ضرر التهريب على الإقتصاد الوطني، وشكروا الإنجليزي، ثم عبر القطار لبريطانيا..
وبعد يومين، فوجئت المرأة الفرنسية بالرجل الإنجليزي نفسه عند باب بيتها، فقالت له بغضب: يا لوقاحتك وجرأتك ماالذي تريده الآن؟
فناولها ظرف به 15,000 دولار، وقال ببرود: هذه أموالك مع المكافأة فاستغربت من أمره!

 

فقال: لا تعجبي يا سيدتي، فقد أردت إلهاءهم عن حقيبتي التي كان بها ثلاثة ملايين دولار ؛ و كنت مضطراً لهذه الحيلة..
– العبرة:
أحيانا قد يكون الذي يدعي الوطنية والشرف، هو اللص الحقيقي، فما أكثر أشباه هذا الإنجليزي في بلادنا !.