بقلم نجيب داود

يومٌ كان من وحيِ السماءِ
لعبدالله يا تاجَ الرجاءِ
وألهمَهُ الإلهُ الى ولاءٍ
ولاءُ العرشِ سلطانُ الولاءِ
حيّاكَ اللهُ بالمجدِ مليكاً
وغصناً من تراثِ الأولياءِ
فهاشمُ كان جداً للنبيِ
الرسولِ محمدٍ فجرِ الضياءِ
وأصبحتِ المآذنُ كلَّ يومٍ
بتجويدِ الآياتِ مع الدعاءِ
بقرآنٍ كريمٍ جادَ خيراً
ونوراً في طريقِ الاهتداءِ
وأعطى الناسَ أفضالاً وتقوىً
وحذَّرَ من سلوكِ الأردياءِ
وها من شجرةِ الإيمانِ جاءَ
الحسينُ مثلُ عهدِ الأنبياءِ
الحسينُ والدُ الملكِ المفدى
وعبدالله أنعم بالبقاءِ
كأننا بالحسينِ ومن سماءٍ
يُطلُّ علينا من فيضِ السخاءِ
الحسينُ باقٍ في كل قلبٍ
ويرنو الينا من دار البقاء
وعبدالله عاهلنا المفدى
لقد أحيا الشعوبَ مع الوفاءِ
وأعطى الأردنَ فخراً وعزاً
ليُنعمَ شعبُهُ دونَ الشقاءِ
وزادَ العلم فوق النورِ نوراً
وآداباً تضيءُ على السناءِ
الطبابةُ جاد فيها بكل عزمٍ
وأمسى الجرحُ وعداً للشفاءِ
فكم عانى من الأمراض لكن
يزول الداءُ مع وصفِ الدواءِ
وقد زانَ الحقولَ بكلِّ علمٍ
كأزهارٍ تفوحُ مع الهواءِ
وأمسى الأردنُ نوراً وعلماً
ونجمُه ساطعٌ ملءُ العلاءِ
كما أنَّ الحسينَ وليُّ عهدٍ
جليلٍ بالمقامِ وبالعطاءِ
ونأملُ فيهِ خيراتٍ وفضلاً
فإنه من نسيجِ الأصفياءِ
وفي ذي الذُكرى جئنا بابتهاجٍ
وتغريدٍ على غصنِ الغناءِ
نشدو الشعرَ للملكِ المفدى
لأجلهِ يرخصُ نزفَ الدماءِ
ونفديه ونفدي الروحَ حتى
يظلَّ للوفاءِ وللرعاءِ
فعبدُاللهِ عاهلُنا المفدى
كنزٌ في الثريا وفي الثراءِ
ففي ذكرى استلامِ العرشِ جئنا
نغني الشعرَ من وجدِ الهناءِ
هنيئاً للعروبةِ فيكَ مجدٌ
سلامٌ انتصارٌ بالصفاءِ
رسمتَ السلم بين الناسِ حتى
يسودَ الخيرُ دونَ الإعتداءِ
فذكرى استلامِ العرشِ تأتي
من الأرضِ التهاني مع السماءِ.