بقلم / هاني الترك OAM
طالعتنا صحيفة الصانداي تلغراف الاسبوع الماضي بخبر مفاده ان أماً وابنها قد اختفيا في قارب في البحر حيث أبحرا لتحرير انفسهما من روح الشيطان.. ويعتقدان ان الروح الشيطانية قد نجّستهما في جلسة لإستحضار الارواح.. ومن ثم ركبا القارب على المياه المالحة في البحر من اجل التخلص من الروح الشريرة.. ولا زال مصيرهما مجهولاً.
وكنت قد طالعت في مجلة الويك إند استراليان بان القس غبريل أمورث وهو استرالي ويعيش في استراليا قد امضى 18 عاماً بطرد الشياطين من الممسوسين.. ولكن طبقاً لحديثه انه قبل طرد الارواح الشريرة من الشخص يجب التأكد انه غير مريض بمرض عقلي لان معظم الحالات يكون معها الشخص مصاباً بمرض عقلي.. ويضيف: «واذا ترحمت على الشخص وذكرت الله لهذا الشخص المسكون بروح شريرة يجن جنونه.. واذا واجهته بصليب يتراجع الى الخلف.»
ويجري عادة حوار بين القس والشيطان الساكن في الانسان لمعرفة كيف تمكن من الدخول في اعماقه والى متى سيبقى ساكناً فيه.. ويمكن ان يسكن في الشخص 30 شيطاناً.
ومن اجل طرد الشيطان من داخل الشخص فان القس أمورث يضع الشخص في حالة غيبوبة تامة.. ويتحدث مع الشيطان ويتلو الصلوات.. وخلال فترة الحديث يشعر الشخص بحالة أسوأ.. وحينما لا يعد قادراً على الوقوف فهو يُشفى.
ويقول أمورث انه يوجد درجات من تملك الشيطان لشخص ما.. فيمكن ان يستغرق عدة دقائق ويصرخ فيها الشيطان الغاضب ويتلوى ويهرج ويواجه القس.. ويكون في حالة عنفوان قوية.
الآب أمورث ألّف كتاباً عن تجاربه وهو مُعترف به رسمياً من قبل الفاتيكان بانه اهم قس يتمتع بموهبة إخراج الشياطين من الممسوسين..
ويقول أمورث ان بعض الممسوسين يتقيأ مسامير وزجاج وأسلاكاً او اشياءً صغيرة على شكل قطة او اسد او ثعبان بدون إلحاق الأذى بهم وهو يحتفظ بهذه الاشياء ومصورة في تحقيق مجلة الويك إند استراليان.
يضيف القس أمورث ان الاشخاص الممسوسين تتملكهم قوة تفوق القوة البشرية.. فعلى سبيل المثال كانت هناك فتاة ضعيفة البنية قام 4 رجال أقوياء بتكبيلها اثناء عملية إخراج الشيطان منها.. وقد قاموا بربطها بحبال على السرير الحديدي وتمكنت من فك الحبال.. يستعمل الاطفال اثناء عملية التطهير للشيطان ألفاظاً وعبارات لغوية أكبر من سنهم بصوت الشيطان وضحكات تهكمية.. وأصيب احد ملابس الاطفال الممسوسين بحروق بعد إنبعاث روائح الكبريت لكن الطفل لم يحترق.
وفي إحدى حالات إخراج الشيطان التي قام بها أمورث من طفل يبلغ 11 عاماً قام 4 رجال بمحاولة تكبيله ولكن الطفل تمكن من التغلب عليهم وحمل طاولة ثقيلة وضخمة جداً.. وكان بذراعيه قوة غريبة جداً.. ولا يمكنه بأي حال من الاحوال من حملها وحيداً لو كان طبيعياً.. وهناك ضرورة لربط بعض الممسوسين بسرير إذ يتقيأون ويبصقون.. ويحاول دائماً الشيطان ان يضعف معنويات ويربك الشخص الذي يطرد الروح الشيطانية.. مثل قوله.. «الليلة سأضع ثعباناً في سريرك وغداً سوف آكل قلبك».
ويؤكد أمورث ان عادة أثناء تطهير الشخص الممسوس يساعده 6 او 7 رجال لتكبيل الشخص.. ويصلي عليه القس اذ يصدر عن الصلاة الطاقة والمحبة.
ويعترف أمورث انه ليس دائماً يهزم الشيطان ويحرر الشخص الممسوس منه.. ويريد دائماً الشيطان إثبات قوته و(مجده) وإيقاع الشخص في حالة يأس والاقدام على الانتحار.. ويشبه حالة الشخص الممسوس بالشخص المصاب بالاكتئاب العقلي.. اذ تبدو حياته سوداء.
ويُرجع أمورث بعض الامراض التي يُبتلى بها الشخص الى الشيطان.. ويقول انه في حالات كثيرة تأتي اليه نساء يعانين من السرطان وقبل إجراء الجراحة لهن يمنحهن البركة وتقف الآلام وتلغى العملية لهن.
ان إدعاء الأب أمورث هو إدعاء غير عادي حتى ان زميله العالم النفساني الأب بنديكيت غروستل يقول أن الأب أمورث يشفي أمراضاً صعبة مثل الورم السرطاني في الدماغ من خلال الصلاة باسم يسوع المسيح.
ويقول غروستل ان عملية إشفاء الممسوسين هي عملية عظيمة.. لانه يحرر الناس من المعاناة حتى يشعرون بالسعادة بعد شفائهم. وأضاف الأب غروستل ان أمورث قد نجح في مساعدة الكثيرين من الناس وشفاهم مع ان الطب لم يتمكن من علاجهم.
ومن اجل منع دخول الشيطان في الانسان طبقاً للأب أمورث يجب عدم الاقدام على ممارسة السحر والشعوذة مثل ممارسة التأمل المتعالي للإسترخاء والمسمى Transcendental Meditation وهي كلها ممارسات شيطانية غير مقبولة في المسيحية، فان الاقبال على الصلاة وعدم الاغراق في ارتكاب المعاصي والخطايا هو هام في عدم دخول الشيطان في اعماق اي شخص.. والسبب الرئيسي لدخول الشيطان هو انعدام الايمان اذ ان العلاج هو الصلاة والسلوك طبقاً للحياة المسيحية كما يقول الأب أمورث.