بقلم رئيس التحرير أنطوان القزي
أنا لا أنشر إعلاناً أو تسويقاً إنتخابياً لرئيس الوزراء سكوت موريسون، فالرجل قادر أن يسوّق لنفسه سياسياً وهو قد حصل هذا الأسبوع على نسبة 56 بالمئة من المستطلعين كرئيس وزراء مفضّل مقابل 26 بالمئة لزعيم المعارضة العمالية أنطوني ألبانيزي.
لكنني سأقفز الى الملامح الاجتماعية والانسانية التي تطبع سكوت موريسون، وبرأيي، إن هذه الملامح لها فضل كبير في رفع نسبة التأييد الشعبي لرئيس الوزراء.
فيوم الخميس من الأسبوع الماضي،قاطع أحد المواطنين سكوت موريسون خلال مؤتمر صحافي وطلب منه مغادرة حديقة منزله الأمامية والابتعاد عن العشب لأنه كان قد زرعه لتوّه، فابتسم موريسون صاغراً وعاد خطوتين، فما كان من الرجل ان تابع قائلاً :”ابتعد أكثر” فابتسم موريسون أيضاً وتراجع ليقف على الرصيف.. ولم يتوقّف المشهد هنا، فالرجل صاح من أمام باب منزله، وطلب من الصحافيين عدم المشي على العشب، وقال مشيراً إليه “مرحبا جميعاً، لقد قمت بإعادة زرع العشب مؤخراً، فرجاءً ابتعدوا عنه”. وتوجه موريسون إلى الصحافين وطالبهم بالابتعاد عن حديقة الرجل قبل أن يواصل مؤتمره الصحافي.
وكان موريسون في بلدة جونغونغ بولاية نيو ساوث ويلز ليعلن أن حكومته تسعى لإنقاذ قطاع البناء السكني، الذي يمثل شريان الحياة في المنطقة، من الانكماش الذي سببه وباء كورونا.
وقدم خلال الكلمة تقديم منح بقيمة 25000 دولار أسترالي لمن يرغبون في بناء منازل جديدة أو تجديد المساكن القائمة، وفق “يورونيوز”.وهو من أهم الإنجازات التي طرحها موريسن منذ وصوله الى الحكم!.
وفي اليوم الثاني صدرت الصحف متناسية طرح موريسون الذي أراح كل الأستراليين، بل تصدّرت عناوينها عبارة”رجل العشب يطرد موريسون من حديقة منزله”.
وذهبت صحيفة “كانبرا تايمز” الى أبعد من ذلك حين دعت الى تسمية صاحب المنزل ب”رجل العام” مكافأة له على جرأته!.
أما لماذا اختار موريسون تلك البلدة لإطلاق مشروعه الجديد، فلأن هذه البلدة تابعة لمقعد إيدن مونارو الفيدرالي الذي ستجري فيه إنتخابات فرعية في الرابع من شهر تموز يوليو المقبل.
هل لاحظتم كيف غطّى رَجل العشب على زيارة رئيس الوزراء؟!.. ولو كان هذا الرجل في بلادنا لكان طرحه حرّاس الزعيم أرضاً ،ولكانوا هشّموه وكبّلوه موقوفاً!.