بقلم / نورالدين مدني
إستمتعت بمشاهدة حلقات مسلسل فالنتينو عبر جهاز الكمبيوتر الذي ساعدني زمن الحبس الصحي على متابعة الكثير من المواد والأخبار والبرامج التلفزيونية، إضافة للرسائل التي ترد لبريدي الإلكتروني وصفحتي بالفيس بوك.
لن أحدثكم عن تفاصيل المسلسل الذي ألفه أيمن بهجت قمر وأخرجه رامي إمام، بطولة نجم الكوميديا الأشهر عادل إمام الذي يحرص على إنتقاء الأعمال الفنية التي يؤديها لإيمانه بأن الكوميديا رسالة وليست مجرد وسيلة لتمضية وقت فراغ الناس وإضحاكهم.
كما لن أحدثكم عن الممثلات والممثلين الذين شاركوا عادل إمام في إنجاح هذا المسلسل، أكتفي بذكر بعضهن/م مثل دلال عبد العزيز وداليا البحيري ووفاء الصادق وطارق الأبياري وهدى المفتي ومحمد كيلاني ورانيا محمود عبدالعزيز وإلهام عبدالبديع وسليمان عبيد وبدرية طلبة وأحمد فريد.
أركز كلام الناس اليوم عن القضية الجوهرية التي دارت حولها أحداث المسلسل، التي استطاع عادل إمام أن يشد إنتباه واهتمام المشاهدين له من المحيط إلى الخليج بل وفي كل أنحاء العالم.
أبدع عادل إمام في تجسيد دور الصحافي المخضرم هلال كامل الذي يعمل في صحيفة نبض الشعب وهو يتابع تحقيقاته الصحافية الإستقصائية بعد إطلاعه على مذكرات ممثلة كبيرة «مريم» التي قتلت في ظروف غامضة أفلح قتلتها في نشره باعتبار أنه حالة إنتحار.
تابع الصحافي هلال كامل حالات الفساد والإنحراف التي كشفتها تحقيقاته الإستقصائية بمساعدة إيجابية من الأجهزة الشرطية خاصة من الضابط رؤوف في كشفهم قادة مافيا الفساد الذين تمكنوا من التغلغل في مفاصل الدولة السياسية والإقتصادية وحتى الإعلامية وتقديمهم للمحاكمة العدالة الناجزة.
ليس من الغريب أن تتشابه وسائل وأساليب أساطين الفساد والإنحراف السلوكي والسياسي والإقتصادي والمجتمعي في بلادنا ، وهذا بعض ما كشفت عنه لجنة إزالة التمكين ومحاربة الفساد التي شكلتها الحكومة الإنتقالية في السودان، إضافة للجنة التحقيق في المجزرة التي أُرتكبت ضد المعتصمين السلمين أمام القيادة العامة للقوات السلحة التي ينتظر الشعب السوداني أن تنتصر العدالة وتتم محاكمة كل من يثبت تورطة في المجزرة، وأن تستمر عملية إسترداد الأموال العامة المنهوبة إبان العهد السابق ومحاسبة على كل من تثبت إدانته في جريمة في حق الشعب.