بقلم / علي شريف سدني

ما أسهل الكلام والحديث عن الأحوال والمستجدات، وما أكثر المتفلسفين والمتشدقين الذين يخوضون في أمورنا توصيفا وتحليلا ، في ظاهرة يجمعها قاسم مشترك هي «غياب الحق» .. ذلك الحق القائم على تقوى الله في الكلمة، والإخلاص في الوصف، والصدق في النصح .. إنه (النفاق الاجتماعي) الذي استشرى في زماننا – خاصة الإعلام- لدرجة فاقت الوصف، ولمستوى أشبه بالعهر.
ورغم أن ظاهرة «النفاق الاجتماعي» قديمة قدم البشرية إلا أن التاريخ يسرد لنا منها الكثير من الحوادث الفردية في أغلب الأحيان، لكن أزمتنا المعاصرة تكمن في تفشي تلك الظاهرة لدرجة كارثية من الكذب الصريح، والنفاق الداعر، والمجاملة الممجوجة، وطمس الوقائع، وتزيف الحقائق، وتحريف الكلم عن مواضعه، حتى باتت تلك الظواهر لغة العصر وشعار الزمان إلا من رحم الله تعالى، الأمر الذي أدى إلى انحدار الكثير من القيم والأخلاق، وبسبب ذلك ساءت العديد من العلاقات الاجتماعية، وضاعت الكثير من الحقوق، واستشرى الظلم بأبشع صورة، وتعلمت الأجيال الخوف والجبن، وتجرعت ثقافة الخنوع والضعف والاستكانة معرفة المساوئ.

وأصبح النفاق صورة واضحة في مجتمعنا في جميع الأصعدة ، ومظاهره وصلت لكل شي في جميع المناسبات وشكر الشخصيات البارزة في المجتمع كلها عبارة عن مسرح يمثل عليه المنافقون
نعيش اليوم في مجتمع يعشق البعض فيه النفاق في حين يظهر حوله الهالة الملائكية المصطنعة، وبات النفاق أمراً مطلوباً وطبيعياً في حين ان الحق والصدق أصبح أمرا مرفوضاً، لذلك فإن ما يجري في مجتمعنا أمر كئيب ومروع وسيطرت المظاهر علينا وباتت تجرنا نحو الهاوية
وأضحى النفاق السمة المتدولة للكثير من أبناء المجتمع، فأصبح كل شيء في حياتنا يعمل على النفاق، نفاق في تعاملنا وفي سلوكنا خدعتنا المظاهر الخارجية بقشورها الذهبية دون ان نغوص في أعماق حقيقة هذه المظاهر لنكتشف زيفها وأن هذه القشور ما هي الإ صدى تم تلوينه بلون الذهب، انها أحد أوجه النفاق التي سيطرت على الداخل وقضت على الوفاء والمحبة والصدق وروح المجتمع، ولقد استغنينا عن معظم القيم الإنسانية والدينية والأخلاق التي تعد قوارب نجاة من الغرق مقابل هذه المصالح الدنيوية العابرة.