أنطوان القزي
من حسنات وباء كورونا أنه يطغى على الأخبار الأخرى التي تصدم الناس، ومنها الخبر الآتي من دمشق والذي جعل عيون الديموقراطية في العالم تدمع!. فقد أصيب العالم بصدمة يوم الخميس الماضي عندما أعلن النظام السوري عن تأجيل موعد الانتخابات التشريعية المقررة الشهر الحالي للمرة الثانية في إطار سلسلة تدابير احترازية لمكافحة فيروس كورونا المستجد. وأورد النظام في منشور على مواقع التواصل الاجتماعي أنه “ضمن الإجراءات الاحترازية.. للتصدي لفيروس كورونا”، أصدر الرئيس الأسد مرسوماً يقضي “بتأجيل انتخابات أعضاء مجلس الشعب للدور التشريعي الثالث”، التي كانت محددة بتاريخ 20 أيار/مايو، إلى الـ19 تموز/يوليو.
..إنها لخسارة مزلزلة أصابت عشاق الديموقراطية وخيّبت وسائل الإعلام العالمية التي كانت تنتظر على أحر من الجمر لتنقل الى أربعة أطراف الكون المشهد النموذجي الديموقراطي للإنتخابات السورية الذي لا يقل الفوز فيه عن 99 في المئة، والذي يتوجّه فيه الناخبون طائعين صاغرين الى صناديق الإقتراع بدون ضربة كف لأنهم يحملون الأسماء التي سينتخبونها سلفاً قبل دخولهم الى مراكز الإقتراع!؟.
وكان العالم صُدم للمرّة الأولى عندما أعلن النظام السوري في آذار/مارس الماضي أنه أرجأ موعد الانتخابات التشريعية الذي كان محدداً في 13 نيسان/إبريل إلى 20 أيار/مايو. وحذّر الأسد من “كارثة حقيقية” تتجاوز إمكانات سوريا “الصحية واللوجستية” في حال حصول ارتفاع كبير ومفاجئ بالإصابات، مشدداً على ضرورة أن يرتبط تخفيف الإجراءات بـ”ضوابط” للحد من انتشار الوباء.
الرئيس خائف على السوريين من كورونا ، وهو لم يرَ بأم عينه حرس الحدود عنده “الهجانة” يمنعون لاجئين سوريين في لبنان من العودة الى سوريا هاربين من تفشّي الكورونا في مخيماتهم؟ّ؟.
وهو لم يقرأ أن ألمانيا وبريطانيا وسويسرا أجلت الأسبوع الماضي عشرات الأطفال السوريين من الجزر اليونانية خشية تعرّضهم لوباء كورونا بعدما أفلتهم أردوغان الشهر الماضي باتجاه أوروبا؟!.
وهو لم يقرأ أن الحرب في سوريا تسبّبت بمقتل أكثر من 380 ألف شخص، وأدت إلى تشريد وتهجير أكثر من نصف السكان داخل البلاد وخارجها. كما دمّرت البنى التحتية واستنزفت الاقتصاد وأنهكت القطاعات المختلفة. وتضرّرت المنشآت الصحية بشكل كبير. ..عن أي كورونا يتحدّث سيادة الرئيس؟!. رجاء لا تؤجّل الإنتخابات.. اشتقنا الى المشاهد الديموقراطية؟!.