كلمة رئيس التحرير / انطوان القزي
ينظر اللبنانيون العالقون في أستراليا، الى الشاشات اللبنانية ويبلعون في ريقهم وهم يشاهدون طائرات الميدل ايست العائدة من دول الإنتشار وعلى متنها لبنانيون فضّلوا العيش مع كورونا اللبناني على أن يعيشوه في ديار الإغتراب.
من الرياض والدمام وابو ظبي ودبي، ومن سيراليون ولاغوس وابيدجان وغانا ونيجيريا، ومن باريس ولندن وروما والنمسا وسلوفاكيا، ومن اوكرانيا واليونان وسويسرا.
يتسمّر لبنانيو سدني وملبورن وادليد العالقون في بلاد الكنغر على التلفاز، وهم يقولون في سرّهم:” ألا تستحق أستراليا “اللبنانية” طائرة تعيد الذين تقطّعت بهم السبل الى بلاد الأرز حيث اطفالهم واهلهم وأقرباؤهم ينتظرونهم، كذلك أعمالهم”؟.
لطالما قالوا”إن أستراليا كانت مزراب الذهب لقرى وبلدات وعائلات لبنانية محتاجة في زمن الحرب”، ولطالما شكروا الجالية اللبنانية في أستراليا لأنها كانت “قرش لبنان الأبيض ليومه الأسود”، ولطالما أحيت أستراليا الحفلات لدعم المؤسسات الخيرية اللبنانية ..ولطالما أرسلوا فنانيهم ليحصدوا منها الدولارات، وأرسلوا سياسييهم ليحصدوا منها الأصوات خاصة في الإنتخابات اللبنانية الأخيرة، فهل يسمعون الصوت اليوم؟!.
في القليلة الماضية، تلقينا اتصالات كثيرة من لبنانيين زائرين في المدن الأسترالية، يستغيثون لنضمّ صوتنا الى أصواتهم ريثما يصل هذا الصوت الى الذين لا يسمعون إلا الأصوات القادمة من اوروبا وافريقيا ودول الخليج؟..
لماذا، هل الإغتراب الاسترالي هو حرف ناقص على خارطة الإنتشار اللبناني، وهل يدركون ان هذا الاغتراب يحلّ في المرتبة الثانية في تحويلات المغتربين الى لبنان سنوياً قياساً على عدد أبناء الجالية اللبنانية في أستراليا؟.
نحن نعرف والذين اتصلوا بنا يعرفون، أن الديبلوماسيين اللبنانيين في أستراليا من السفير الى القناصل العامين والفخريين لم يوفّروا جهداً أو فرصة إلا ويتصلون بالمراجع اللبنانية لإرسال طائرة تعيد اللبنانيين العالقين الى لبنان؟.
علمنا أنهم موعودون وان طائرة قد تصل خلال ساعات لإجلاء اللبنانيين..ويبدو أن ما أصاب الجالية في استراليا مع الدولة اللبنانية هو ما تعاني منه الأطراف في لبنان من حرمان ، وأستراليا في نظرهم “القصير” هي في طرف الكون على الخارطة.. لكنها ، وهم يعرفون ذلك في سرّهم، قلب الإغتراب النابض!.
بالله عليكم طائرة يا محسنين..فكلّما حلً بكم مكروه نتوجّع هنا، وكلّما أصابكم جرح نبكي هنا وكلّما تضايقتتم تدمع عيوننا هنا..
طائرة يا محسنين؟.