جديد الحماقات الاميركية الخطيرة في مياه الخليج وفي سماء المتوسط كان يمكن لها ، لو تمادت ، ان تفجّر المنطقة برمتها .
ففي تفاصيل هذه الحماقات الاميركية ، وفقا للرواية الايرانية المدعمة بالوثائق والصور ، ان بارجة حربية اميركية اعترضت مسار سفينة ايرانية بصورة خطيرة ولم تستجب لتحذيرات السفينة الايرانية ، ما اضطر طاقم السفينة الاتصال بالقيادة الايرانية التي ارسلت على الفور زوارق صغيرة سريعة طوقت البارجة الحربية الاميركية وانذرتها بالابتعاد عن مسار السفينة الايرانية والّا تعرضت للضرب ، فاضطرت البارجة الحربية الاميركية للامتثال للتحذيرات الايرانية وتفادي الاشتباك مع الزوارق الايرانية . وعلى الفور غرّد غراب واشنطن ، على تويتر ، مهدداً متوعداً بضرب ايران واسطولها البحري المتواجد في مياهه في الخليج ان تكرر امر اعتراض البوارج الحربية الاميركية . فجاءه الرد سريعاً من قائد البحرية الايرانية بان اي خطأ ترتكبه واشنطن سيعرض سفن اساطيلها بالمنطقة للرد الفوري . فقد اعطيت الاوامر للقوات البحرية الايرانية للرد الفوري ، ودون الرجوع للقيادة ، على اي خطأ او حماقة ترتكبها واشنطن ضد السفن الايرانية .
والحماقة الاخرى ارتكبتها طائرة حربية اميركية بان توجهت باتجاه القاعدة الجوية الروسية في حميميم بسوريا ، ما استدعى ان تعترضها على الفور طائرة سوخوي 35 روسية وتجبرها على تغيير مسارها ، والابتعاد عن مجال قاعدة حميميم
الاستفزازات العسكرية الاميركية المتكررة ، ان في مياه الخليج او في اجواء المتوسط تشكل خطراً داهماً على امن المنطقة ، لا سيما وانها ليست المرة الاولى التي ترتكب فيها استفزازات اميركية في أجواء المتوسط وضد ايران في مياه الخليج .
ربّ قائل ، يتسلح بالمنطق الأميركي ، ويعتبر ان ايران هي التي تستفز البوارج الحربية الاميركية ، متناسيا ان وجود السفن الايرانية في مياه الخليج هو وجود في مياهها الاقليمية ومداها الحيوي وهو امر طبيعي جداً ، في حين ان البوارج الحربية الاميركية تقطع الاف الكيلومترات لتصل الى الخليج وترتكب حماقاتها الصبيانية غير المحسوبة العواقب . ولعلّ من المفيد لمن يتمنطق بالمنطق الاميركي ان يتصور الامر معكوساً ، كأن تقوم البوارج الحربية الايرانية بالتموضع قبالة الشواطئ الاميركية على الاطلسي او الباسيفيكي وان تقوم هناك باعتراض مسار سفن اميركية متجهة الى الموانئ الاميركية ، او خارجة منها ، فهل يكون ذلك مقبولا عند الذين يتسلحون بالمنطق الاميركي، او ان البلطجات الاميركية ضد مختلف دول العالم «حق مشروع» لاميركا ؟!
المنطق السليم يقتضي ان تلتزم كل دولة حدودها ، وان تلتزم بالقوانين الدولية التي تنظم العلاقات بين الدول ، وان تحترم حقوق الاخرين باستعمال الممرات المائية الدولية ، والحفاظ على سلمية استعمالها ، والكف عن تعريض امن الاخرين الى مخاطر قد تكون كارثية على الجميع . وقد يؤدي ارتكاب خطأ ما او تصرف غير محسوب العواقب الى انفجار صراع دامٍ ، او حرب مدمرة ، البشرية بغنىً عنها . ويشكل خرق القوانين والاعراف الدولية خطراً داهماً يستوجب الاقلاع عنه .
قديما قيل : السلاح بايدي الاولاد يؤذي . ذلك ان الاولاد لا يفكرون بالعواقب التي تترتب على استعمال السلاح في غير مكانه .
هذا التصرف الاميركي الارعن ، الذي اقل ما يقال فيه انه حماقة صبيانية شكلت خطراً جسيماً على سلم المنطقة الملتهبة اصلاً بفعل تواتر الحماقات الاميركية فيها : اما في سوريا بالسطو على آبار النفط فيها ، او في العراق حيث ترتكب الاغتيالات وتحريض العراقيين على اخوتهم العراقيين بذرائع اثنية ، او باستنهاض خلايا داعش المنومة اميركيا في العراق وسوريا ، او بدفع بعض قوى الاكراد السوريين الى ارتكاب جريمة الخيانه بتعاملهم مع اميركا التي تسلحهم وتدربهم وتحرضهم ضد دولتهم السورية وضد اخوتهم السوريين عربا واكراداً .
وان لم تكن تلك حماقات صبيانية ترتكبها دولة يقال عنها انها عظمى فماذا تكون ؟!
وكما يقول المثل العامي : «ليس كل مرة تسلم الجرة « فان مضت الحماقة الاميركية على خير هذه المرة فليس ما يضمن ان تمرّ بخير في مرة اخرى .
وحتى لا يكون هناك مرة أخرى ترتكب فيها حماقات أميركية تشكل خطراً على سلم المنطقة ، وعلى السلم في العالم ، على آلة الحرب الأميركية ان تحفظ كرامتها وتخلي منطقة الخليج ومنطقة المتوسط طوعاً وتعود الى قواعدها في اميركا ، والّا ستضطر شعوب المنطقة ان تطردها طردا مذلّاً مهما بلغ الثمن .
فاتعظوا وكفى عبثا بمصير العالم .