بقلم رئيس التحرير / انطوان القزي

بتنا ندرك جميعاً أن التفاوت بين طبَق الخفافيش في يوهان وبين مائدة الكافيار في نيويورك أطاح به الوباء المستجد، ففي حين عاد الصينيون ليتذوّقوا خفافيشهم مجدّداً، فقد النيويركيون حاسّة التذوّق وما عاد همّهم الفرق بين كسرة الخبز وبين
ال «سومو”..

عدنا لنكتشف أن الحياة هي الأغلى، ونزلنا من أبراجنا العاجية لنسير على دروب الناس ، وإذا كان قوس المحكمة يمنحنا العدالة الإيجابية فإن وباء كورونا منحنا العدالة السلبية ،ولا أحد “فوق رأسه خيمة” عندما يدق المرض بابه.
كل شيء تغيّر : طائرة مساعدات روسية تهبط في مطار نيويورك بعدما كانت طائرات واشنطن تهبط بالمئات في عهدَي يلتسين وغورباتشوف حاملة كل انواع المساعدات الى الروس.. وطائرة أخرى تقلع من هافانا الكوبية لتهبط في روما محمّلة بالمساعدات العينية، وفريق صيني يصل الى ميلانو ليساعد على كبح جماح الوباء؟!.. وهل تريدون تغييراً أكثر من هذا؟.

نعم التغيير الأكبر آتٍ وبسرعة: معظمكم سيتسوّق الكترونياً وأكثركم سيعمل من البيت وبعضكم الآخر سيتلقّى الدروس عن بعد وبعضكم الرابع سيتعلّم استعمال البطاقات قفط، وزعماؤكم سيعقدون المؤتمرات عبر سكايب وستجري محاكمات المجرمين الكترونياً عبر الشاشة وستكتشفون قريباً ان الحجر الصحي في المنزل قد غيّر العالم بعدما اكتشفتم من هو السياسي الجبان الذي أقفل بابه واختباً ومن هو السياسي المقدام الذي بقي يسير الى جانب مواطنيه كتفاً على كتف؟!.
بعد كورونا، سترون أن كل أنواع العقود ستتغيّر: عقود شركات النأمين مع الناس ، وعقود الرياضيين مع النوادي وعقود الموظفين مع أرباب العمل ، بعدما خلق كورونا ظروفاً جديدة تستوجب التغيير.

ولا تتفاجأوا إذا استيقظتم بعد “كورونا” لتجدوا أوروبا بلا اتحاد والعالم بلا أقطاب لأنكم ستكتشفون أن هذا الوباء أصاب أفقر صياد هندي على نهر الغانج تماماّ كما أصاب أكبر موظّف في البيت الأبيض!
وباقي الإكتشافات سنتركها للزمن.. وأبعد الله عنكم شرّ هذا الوباء!.